للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقتال أهل الينبع لما لم يوافقوا على الخضوع، وأجلى الجميع من بلادهم وكفهم عن مقاصدهم ومفاسدهم.

وكأهل جازان لما وقع منهم ما وقع من عصيان فقتلهم واستبى، وملك بلادهم واجتبى. وكقتل أهل (حلي) والعبيد، وتشريدهم كل تشريد، وإخراجهم من البلاد، والقبض على أميرهم (الحرامي) وجعله مع أهل الجرائم والعناد، إلى غير ذلك مما لا يحصله قلم كاتب ولا ديوان حاسب.

وكانت وفاة محمد هذا سنة ٩٠٣ هـ.

وفي ذكر ولاية الشريف حسن بن أبي نمي الثاني، نجد العصامي يقول (١):

فتقلد -أي حسن- حماية الحرمين الشريفين وجدة المعمورة وينبع وخَيْبر وحلي وجميع ما شمله اسم الأقطار الحجازية وذلك من خيبر إلى أطراف أعمال جازان طولا، ومت أعمال الينبع (ينبع) المبارك إلى حجاز ثقيف وما اتصل به من أرض نجد عرضًا، وكان ذلك سنة ٩٦١ هـ.

ويبدو أن سلطنة بني حرام الكنانية انقادت للأشراف -في الغالب- منذ أن فتح عجلان حَلْيَ كما قدمنا - وإن كان الحراميون كانوا يحاولون الخروج من وقت إلى آخر. فنرى في حوادث سنة ١٠١٩ هـ الشريف محسنًا بن حسين يغيث عمه الشريف إدريس، ومعه أمير حلي محمد بن بركات الحرامي، وكان -لا شك- يقود جموعًا من أهل تهامة.

وفي ترجمة الشريف حسن بن عجلان بن رُمَيثة بن محمد أبي نمي بن أبي سعد بن حسن بن قتادة، نجد صاحب العقد الثمين يذكر أخبارًا (٢) ذات فائدة عن حلي، فهو يذكر خروج بعض الأشراف على حسن، فيقول: وكانوا قد اجتمعوا بدُرَيْب بن أحمد بن عيسى صاحب حَلي، وخوفهم من حسن في مرورهم عليه إلى وادي مر (مر الظهران).

ويقول (٣): في سنة أربع وثمانمائة في صفر، توجّه -أي حسن- إلى حَلْي، لأن كنانة استدعوه إليها عقيب فتنةٍ، كانت بينهم وبين دريب بن أحمد بن عيسى صاحب حلي وجماعته.


(١) السمط ص ٣٣٠.
(٢) العقد الثمين: ٤/ ٨٩.
(٣) العقد: ٤/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>