للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم إلى الكوفة، وقد بلغ عدد من قاتل من بجيلة في جيش المثنى بن حارثة الشيباني، ألفين، ولم يكن من قبائل العرب أحد أكثر امرأة يوم القادسية من بجيلة، فبلغت نساؤهم ألفًا. وسكنوا الكوفة سنة ١٧ هـ عند إنشائها، وكان لهم بها حي خاص. وحاربت بجيلة سنة ٣٧ هـ في صفوف علي بن أبي طالب (رضي اللَّه عنه) وكان أكثر بجيلة في العراق، ولم يكن منهم بالشام إلا عدد قليل.

وحاربت سنة ٦٧ هـ مع أحمر بن شميط قائد المختار، ضد المهلب بن أبي صفرة، عامل مصعب بن الزبير على فارس فانهزموا وتشتت شملهم. وكانت بجيلة في الجاهلية تعظم ذا الخلصة صنم كان لدوس، وخثعم، وبجيلة. وفي لسان العرب: بجيلة: قبيلة من اليمن والنسبة إليهم بجلي، بالتحريك، ويقال إنهم من معدّ لأن نزار بن معد ولد مضر وربيعة وإيادًا وأنمارًا، ثم إن أنمارًا ولد بجيلة وخثعم فصاروا باليمن. . . ثم استشهد بقول جرير بن عبد اللَّه البجلي عندما نافر رجلًا من اليمن إلى الأقرع بن حابس التميمي فقال:

يا أقرع بن حابس يا أقرع … إنك إن يُصرع أخوك تُصرع

وفي -ابن الأثير ٣/ ١٩٤ - : كانت بجيلة كلها في صف علي يوم صفين ولم يشهد أحد منهم هذه المعركة مع قوات معاوية. ويقول اللواء محمد شيت خطاب: ولا تزال بمنطقة خانقين وحلوان -بالعراق- قبيلة تعرف باسم (باجلان ومعناها بجلي) نسبة إلى بجيلة، وقد نزل حلوان -بالعراق- قوم من ولد جرير بن عبد اللَّه البجلي، فأعقابهم بها. وذكر ابن بطوطة بجيلة سنة ٧٤٨ هـ عند دخوله مكة. وظلت بجيلة أو بقاياها في ديارها المعروفة بسراة بجيلة، وكان يطلق عليها اسم السرو في عهد ابن المجاور المتوفي سنة (٦٩٠ هـ) (١). إلى عهد العصامي صاحب (سمط النجوم العوالي) في القرن الحادي عشر الهجري حيث قال: إن بجيلة تسوق مكة بالفحم وغيره من البضائع البرية.

وذكرهم قبله ابن جبير سنة ٥٨٠ هـ في رحلته فقال: بجيلة إحدى قبائل السراة التي تفد إلى مكة في الحج بالميرة والخيرات. ثم اختفى اسم بجيلة وبقي علمًا على موضع جنوب الطائف على قرابة (١٢٠) كيلًا.


(١) ابن المجاور، ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>