للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي أشار إليه ابن حزم هو: جرير بن عبد اللَّه البجلي الصحابي الجليل كان إسلامه في رمضان سنة عشر، وكان قدومه على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يخطب فقال في خطبته: إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، وإن على وجهه مسحة ملك، فلما دخل نظر الناس إليه فكان كما وصف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخبروه بذلك فحمد اللَّه تعالى، ويروى أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما جالسه بسط له رداءه وقال: "إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه" وكان عمر بن الخطاب يقول: جرير يوسف هذه الأمة، وقال له عمر: نعم السيد أنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام (١). وقبيلة بجيلة منازلها في بيشة وما حولها فقد ورد عام الوفود قدوم جرير بن عبد اللَّه البجلي على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسأله عن منزله ببيشة فقال: سهل ودكداك وسلم وأراك وحمض وعلاك إلى نخلة، ونخلة ماؤها ينبوع وجنابها مربع وشتاؤها ربيع، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعى الآراك والسلم (٢). ونقل ياقوت في معجم البلدان قول أبي المنذر: ظعنت بجيلة وخثعم إلى جبال السراة فنزلوها وسكنوا فيها فنزلت فسر بن عبقر ابن إنمار بن أراش جبال حلية وأسالم وما حولها وأهلها بنو ثابر، فأجلوهم عنها وحلوا مساكنهم ثم قاتلوهم فغلبوهم على السراة ونفوهم وقاتلوا بعد ذلك خثعم فنفوهم عن بلادهم، فقال سويد بن جدعة أحد بني أفصى بن نذير بن قسر في ذلك:

ونحن أزحنا ثابرًا عن بلادهم … بحلية أغناما ونحن أسودها

إلى قوله:

ونحن نفينا خثعما عن بلادهم … نقتل حتى عاد مولى سنيدها

فريقين: فرق باليمامة منهم … وفرق بخيف الخيل تتري حدودها (٣)

وقد ذكرنا قبيلة خثعم ومنازلها في السراة وفي تهامة في المجلد السابع من الموسوعة وبحثنا هذا يتعلق بقبيلة بجيلة ومنازلها وديارها، وقبيلة بجيلة في الوقت الحاضر يطلق عليها اسم بني مالك، وهم بني مالك بن عبقر بن أنمار، السالف


(١) البداية والنهاية لابن كثير، م ٤، ج ٨، ص ٥٥، ٥٦.
(٢) العقد الفريد لابن عبد ربه، ج ٢، ص ٥٠.
(٣) معجم البلدان لياقوت، ج ٢، ص ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>