للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منذ ذلك الوقت تعرف باسم بلاد قريش. وأخبار بطون قريش لدى القلقشندي توحي بهذه النقطة الاخيرة إيحاءً قويا (١).

وسوف نرى عند الحديث عن بطون قريش أن هذه القبيلة ظلت تتمتع في مصر بمركز قوي ممتاز. ويكفي أن الولاة كانوا طوال معظم القرون الثلاثة الأولى قرشيين، بل إن حديث القلقشندي والمقريزي عن بطون قريش يظهر في وضوح أن هذه البطون ظلت محتفظة بكيانها ونفوذها حتى وقتهما أي القرن التاسع.

وننتقل الآن إلى ذكر بطون قريش التي أقامت في مصر:

(أ) بنو سامة بن لؤي:

لم يبق لنا من أخبارهم سوى زياد بن ذهل الذي شهد الفتح واختط بالفسطاط (٢).

(ب) بنو عامر بن لؤي:

أظهر من كان بمصر منهم بنو مالك بن حسل بن عامر رهط سودة بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣). وأول شخصيات بني مالك هؤلاء وأخطرها هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي دخل مصر مع عمرو بن العاص على ميمنته، ثم شارك عمرا في حكم مصر واليا على الصعيد سنة ٢٣ هـ، ثم انتهى إليه أمر مصر كله صلاتها وخراجها سنة ٢٥ هـ. ومثلما كان حاكما رشيدا كان قائدا عظيما انتصر في ثلاث حروب كبار ضد البربر في إفريقية سنة ٢٧ هـ، وضد الأساود في النوبة سنة ٣١ هـ وضد البيزنطيين في البحر سنة ٣٤ هـ. ثم رأس وفدا من وجوه مصر إلى عثمان سنة ٣٥ هـ لما أطلت الفتنة الكبرى برأسها. وحال دون تطور الحوادث بعد ذلك بينه وبين العودة إلى مصر (٤).


(١) نهاية الأرب ص ٦٣، ١٨٥ - ١٨٦ و ٢٦٢ و ٣٣٠ و ٣٣١.
(٢) الانتصار ج ٤ ص ١٠٦.
(٣) نسب عدنان ص ٤.
(٤) فتوح مصر ص ٥٨ و ١٧٣ - ١٧٤ و ١٨٣ - ١٨٨ و ١٩٠ - ١٩١ والولاة ص ١٠ - ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>