للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إبراهيم المسلم فيقول: العقيلات إسم أطلق على جماعة من أهل القصيم تجارًا للمواشي من الإبل والخيل اتخذوا من الشام ومصر والعراق سكنا لهم يروحون ويغدون بقوافلهم، ولم يكونوا بتكويناتهم التي عرفوا بها ينتمون إلى قبيلة عربية واحدة وإنما خليط من القبائل العربية التي تحضرت وسكنت منطقة القصيم والبلاد المجاورة لها يجتمعون حول كلمة عقيل (١)، ويقول الدكتور عبد العزيز عبد الغني إبراهيم بأن هذه الجماعة -يعني العقيلات- تنظيم عثماني أقامه ولاة بغداد لضبط شئون القادمين إلى تلك المدينة من حواضر نجد المختلفة اعتبارًا من منتصف القرن الثاني عشر الهجري ١١٦٠ هـ الثامن عشر الميلادي ١٧٥٠ م ولما كان أهل القصيم أكثر النازحين من نجد إلى العراق عددًا علقت بهم التسمية واشتهر بها فريق منهم دون سواهم (٢).

أما الشيخ سليمان بن ناصر الوشيمي أحد العقيلات فيقول: العقيلات تسمية أطلقت على النجديين الذين سكنوا شمال العراق حيث استعان بهم العثمانيون ضد البادية واستخدموهم كقوة عسكرية، وكان شعار الدولة العثمانية "الطربوش" وشعار العقيلات "الغترة والعقال"، ومن العقال جاءتهم التسمية.

وعلى هذا فمن قائل بأن التسمية كانت نسبة للعقال الذي يعصبون به رؤوسهم والذي ميزهم عن غيرهم من جنود العراق الأتراك، وهذه الشارة لم تكن في العراق لسواهم، والرأي الثاني أن التسمية لحقت بهم من بني عقيل الذين اشتهروا قبل هذا بتجارة الخيل والإبل ودخل العقيلات تحت هذا المسمى بنسبة المهنة نفسها، ويرى البعض ترجيح الرأي الأول والبعض ترجيح الرأي الثاني.

وأرى أن ترجيح الرأي الثاني أقرب للصواب طالما أن هذه التسمية قد لازمت هذه المهنة طيلة تلك المدة منذ عدة قرون اعتبارًا من القرن الرابع أو الخامس الهجري ومرورًا بالقرن الثامن الهجري الذي أشار إليه ابن بطوطة، والقرن التاسع الهجري الذي أشار إليه العمري، وتمتد حتى القرن العاشر فالقرن الثاني عشر الهجري عندما حلت سلطة بني خالد محل العقيليين وبدأت تنظيم القوافل وحمايها ورعايتها من مهامهم وذلك قبل أن يستعمل اللفظ من قبل السلطات


(١) العقيلات - المسيلم.
(٢) نجديون وراء الحدود.

<<  <  ج: ص:  >  >>