للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العراق؛ ولهذا أصبح العراقيون يشيرون إلى كل وافد من شبه الجزيرة العربية بهذا اللفظ عُقيلي (١).

عاش العُقيلات مجموعة متجانسة حتى اعتقد بعضهم أنهم يرجعون إلى نسب واحد، وما ذلك الاعتقاد بصحيح، وإذا صح التعبير فهم مجموعة عسكرية اقتصادية متجانسة تأثرت بكل ما اعترى المنطقة من خير وضير، عملوا في التجارة التي هي عصب الاقتصاد ولحمته وخدموا في سلك الجندية الذي هو قلب الأمن ورئته، فقد أورد ابن سند البصري: أن العقيلات فئة من أهل نجد المعروفين بعقيل، أما سليمان فائق بك فيقول: إن عشيرة العقيلات تتكون من فرقتين الأولى من نجد وهم "القصيمات" والثانية وإن كان أصلها من نجد إلا أنها ترجع إلى شمر الجربا، أما "موريزي" ١٢٢٤ هـ/ ١٨٠٩ م فيقول إن لفظ العقيلي يطلق على الجندي العامل في حراسة قوافل المسافرين عبر الصحراء أو عبر أراضي دجلة والفرات، أما "داوتي" فيعرف العقيلات بقوله: بأن عُقَيْل كانت مهنة لهؤلاء الجماعة ولم تكن رابطة نسب ولا دم، وأنها كانت الجندية والحراسة، ولعل هذا يؤكد بشكل لا لبس فيه ولا غموض بأن عُقَيْل مهنة ولا تدل على نسب فالرجل يكون مزارعًا وابنه عقيلي، وتعرف المخابرات البريطانية العُقَيلات بقولها: إن العقيلات ليسوا قبيلة ولكنها منظمة لها طبيعة الرابطة أو الهيئة أو التجمع حول تنظيم معين وليس لهم ارتباط بقبيلة عُقَيْل القديمة من أهل الشمال التي يدعى المنتفق انحدارهم منها، إذ يبدو أن تلك القبيلة انتهت كوحدة، أما عُقَيْل الحاليون فهم من حواضر عرب نجد أو من بدو الأحساء والعارض والقصيم وجبل شمر، أما الحضر من بني تميم وبني خالد في نجد والقصيم فهم أكثر فئة تفي بأهداف هذه الجماعة، أما عبد الكريم أبا الخيل فيقول: إن العقيلي لقب يطلقه أهل العراق عامة وأهل بغداد خاصة بلفظ "العكيلي" على كل عربي أصله من البادية نزح من نجد وتوطن العراق وأوكل إليه أمر تسيير القوافل التجارية وهدايتها وحمايتها بين حواضر العراق وبوادي الجزيرة العربية، وذلك لما له من خبرة في معرفة سبلها ومجاهلها ولما له من عصبية عشائرية تحميه وتحمي معه القافلة التي يكون فيها فتسير في الصحراء آمنة مطمئنة (٢).


(١) بنو خالد.
(٢) نجديون وراء الحدود.

<<  <  ج: ص:  >  >>