للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر حاكم من العُقيليين هو علي بن مسلم الذي دام حكمه على الموصل حتى عام ٤٨٩ هـ/ ١٠٥٩ م (١).

وجا في كتاب مسالك الأبصار لابن فضل اللَّه العُمَري بتفصيل أكثر فقد قال: خرج بنو عقيل من البحرين إلى العراق حيث ملكوا الكوفة والبلاد الفراتية وأصبحوا رعايا لبني حمدان من تغلب الذين يحكمون الموصل ثم غلبت عُقيل الحمدانيين على الموصل عام ٣٨٠ هـ/ ٩٩٠ م وكان بعضهم في حوران والبثنية تزعمهم ظالم بن موهوب العقيلي، وأسس أبو الداود محمد بن المسيب العقيلي الدولة العقيلية في الموصل وقد اشتهر من ملوكها في الفترة ٣٨٦ - ٤٧٩ هـ/ ٩٩٦ - ١٠٨٧ م المقلد بن المسيب العقيلي الملقب حسام الدولة وقرواش بن المقلد العقيلي الملقب معتمد الدولة وقريش بن بدران العقيلي الملقب علم الدين أبو الموالي، ومسلم بن قريش العُقيلي الملقب شرف الدولة أبو البركات، وكانت بنو عقيل قبيلة مشهورة تأخذ تجارتها حتى مصر (٢).

وبنو خفاجة من عُقيل احتفظوا بدلالة القوافل وحراستها حتى عام ٧٢٧ هـ/ ١٣٢٧ م يشتغلون أدلاء على القوافل التي تأخذ طريقها من العراق إلى الشام واليمن والجزيرة العربية، يقول الرحالة ابن بطوطة المغربي في كتاب تحفة النضار في غرائب الأمصار من عام ٧٣٥ - ٧٣٢ هـ/ ١٣٢٤ - ١٣٣١ م سافرت إلى البصرة صحبة رفقة كبيرة من عرب العقيلات وهم أهل تلك البلاد ولهم شوكة عظيمة وبأس شديد ولا سبيل للسفر لتلك الأقطار إلا في صحبتهم فأكثرية جمالا على يد أمير تلك القافلة وهو سافر بن درَّاج الخفاجي (٣).

وأصبحت قيادة القوافل وخفارتها وحراستها وبيع الإبل وجلب البضائع من نصيب بني خالد طوال فترة حكمهم التي دامت من عام ١٠٨٠ حتى ١٢٠٨ هـ/ ١١٦٩ - ١٧٩٣ م باب إن كل التقارير تشير بوضوح إلى بني خالد ومسئوليتهم عن حماية القوافل ومسئولية أميرهم في تعيين القافلة التي تخرج من الأحساء وتمر بالزبير وتنتهي إلى الشام، وبما أن عُقَيل القدامى اشتهروا في العراق منذ بداية سيطرتهم على البحرين بما فيها الأحساء، ثم ما كان بعدئذ من إقامتهم الإمارة في


(١) العُقيلات - إبراهيم المسيلم.
(٢) مسالك الأبصار.
(٣) تحفة النضار ١/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>