بنسبة حصة كل تاجر من هذه الإبل ومثل هذا النوع من القوافل يكثر فيها التنافس بين التجار وخاصة في حالة العودة من الحواضو العربية نظرًا لكثرة أصناف البضائع هناك، ويغلب على هذه الفئة أو المستوى من القوافل عند عودتها أن يكون بيع تجارها بالتجزئة نظرًا لكونها لعدد من التجار فكل واحد يبيع ما أحضر من بضاعة بنفسه بالسعر الذي يرتضيه.
ويكثر في مثل هذه القافلة التجار الصغار الذين يأخذون ما يسمونه "بضاعة" حيث يأخذ التاجر المبتدئ من التاجر الكبير أو العريق شيئًا من المال ليتاجر به بحيث يكون الربح بينهما مناصفة ورأس المال للتاجر الكبير وشيئًا فشيئًا تزداد كمية هذه "البضاعة" أي المال حتى ينتعش هذا التاجر الصغير ويلحق بالمستوى المتوسط من التجار وربما أخذ "بضاعة" على مستواه حتى يصبح من التجار الكبار ذوي الثروة والجاه وهكذا. .
ومثل هذه السلع التي يتاجر بها هؤلاء التجار من العقيلات على مختلف مستوياتهم من عدة أمصار فإن كانت من الجزيرة العربية إلى الأقطار العربية الأخرى فغالبًا ما تكون من الحيوانات الحية كالخيل والإبل والضأن من الغنم كما سبقت الإشارة إلى ذلك أو من المنتجات الحيوانية كالسمن والأقط والمنسوجات الصوفية الغليظة والجلود المدبوغة وغيرها من السلع التي تتوفر بأسواق حواضر الجزيرة العربية وإن كانت البضائع من موانئ الخليج العربي من العقير والقطيف وعينين "الجبيل" والكويت والبصرة من المنتجات الهندية والبنغالية وغيرها من بضائع الشرق الأسيوي فغالبًا ما تكون من التوابل الهندية من حب الهال "الهيل" والقرنفل والزنجبيل والقهوة وزهور الأكاشيا والكراوية والمسك والعود والعنبر والثياب القطنية والحريرية والشيلان القطنية والصوفية والمنسوجات المختلفة والسجاد والتمور بأنواعها والصمغ وبعض الأعشاب الطبية والكركم والكافور والنيلة والزعفران والتبغ والحديد والنحاس والرصاص والقصدير واللؤلؤ والأصداف وأنواع الخرز والشموع والآلئ والجواهر والمرجان والعقيق والأحجار الكريمة الأخرى. أما القوافل الواردة من العراق أو عن طريقه مما وراء النهر وفارس عن طريق البصرة وبغداد والنجف فإنها غالبًا ما تحمل بالإضافة إلى ما سبق الأرز العراقي "التمن" بأنواعه ودرجاته المختلفة والشيلان الصوفية والعباءات والقطائف