للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصيب من نقل الحجاج من أماكن تجمعهم ليؤدوا فريضة الحج ثم يعيدوهم إلى أماكنهم مرة أخرى، وهذا المستوى بمثابة الشركة المتوسطة في وقتنا الراهن.

٣ - المستوى الثالث وهو المستوى الذي يمثل الشركة المساهمة ويملكه العديد من الأشخاص كل يساهم فيه بعدد من الإبل المجهزة للحمل تحت قيادة واحدة وغالبًا ما يرافق أصحاب هذه الحصص إبلهم، فكل واحد يرافق إبله يعتني بها ويلاحظها بالعلف والماء وغيره حيث إن يد صاحب المال حفية بماله أكثر من غيره. وتقوم هذه القوافل بنفس المهام للمستويين السابقين إلا أنها أكثر تعددية وبالتالي فهي أكثر مرونة من المستوى الثاني فضلا عن المستوى الأول، وقد تذهب إلى طرق ونقاط خارج نطاق المستويين السابقين وأصغر حجمًا كالمدن الصغيرة والقرى ومضارب البادية وقد يوكل إليها نقل الحجاج عند الحاجة من باب تعميم الفائدة أو عندما تكون الأرض لا يتوفر فيها الكلأ لهذه الإبل الكثيرة العدد خاصة في سنوات الجدب فإن أهل الحصص الصغيرة من الإبل تكون إبلهم أنشط من غيرها لعنايتهم بها ويمكن أن يستبدلوها بغيرها إذا لزم الأمر وكذلك فإن الحجاج أنفسهم يفضلون في كثير من الأحيان أن ينطلقوا مع قوافل يملكها ملاك صغار لهم عناية فائقة بإبلهم وبمن معهم خير من أن يكون المالك لأعداد كبيرة طالما أنهم يسيرون في قافلة واحدة.

وقد اعترفت القبائل العربية كلها بالعقيلات كناقلين للتجارة وضمنت لهم حرية المرور البري لتيسير المهام التجارية في المنطقة ولم تعترضهم ومكن هذا الأمر للعقيلات نقل الرحالة الأوربيين في القرن الثامن عشر الميلادي بأمان نسبي إلى المنطقة التي يرغبون الوصول إليها، وقد ترك لنا هؤلاء الرحالة أخبار رحلات العقيلات ونشاطهم وقد لعب العقيلات دورًا كبيرًا في تملك هذه القوافل وقيادتها منذ عدة قرون كانت قيادة القوافل وزيادتها في فترة طويلة سابقة للفترة العثمانية في أيدي بني خالد في البحرين (الأحساء) الذين ورثوها من العقيليين السابقين لهم وكان أمير بني خالد هو المسئول عن تعيين شيخ القافلة أو أميرها وكانت قوافل بني خالد في أعمها تذهب إلى الشام بالإبل، بيد أنه من الجائز أن العقيلات كانوا يساهمون في نشاط بني خالد، كما كات الخالديون يتولون أمر الحجاج وما كان تأسيسهم الكوت في بداية القرن الحادي عشر الهجري الذي يعرف الآن

<<  <  ج: ص:  >  >>