للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكويت علي التصغير إلا لغرض نقل الحجاج بالإضافة إلى أغراض أخرى، وفي منتصف القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي حصلت متغيرات إقليمية وعالمية دفعت بالعقيلات إلى الصدارة، وورث العقيلات منذ ذلك الحين قيادة القوافل وريادتها وحراستها والإشراف عليها وغطوا بعد ذلك نشاط بني خالد في هذه الحقبة، وقد ثبت في هذه الفترة للعقيلات دورهم في قيادة القوافل والاضطلاع بمهام الترحيل وربط هذه الفترة من التاريخ العثماني بين الشرق والغرب وأصبحوا جزءًا من شرايين التجارة العالمية بين العراق والشام، تقول المخابرات البريطانية عن عام ١٣٣٤ هـ/ ١٩١٦ م أن الإبل هي الناقل الأساسي في شبه الجزيرة العربية كلها حيث لم تعرف الجزيرة العربية السيارات بعد فهي لم تستعمل إلا مرة واحدة حول حائل عام ١٣٣٥ هـ/ ١٩١٧ م حيث أرسلها العثمانيون هدية لآل الرشيد في حائل، ولهذا تبقى الإبل هي الوسيلة الوحيدة للنقل، حيث تستعمل الذلول للركوب وغالبًا ما تكون من النياق، بينما تقوم الجمال بحمل الاثقال وأخفها وأسرعها التي تأتي من عمَّان. ازدهرت بالتالي تربية المواشي من الإبل وذلك لسد حاجة القوافل، واستمرت على قوافل التجارة الكبيرة أناس كثيرون منهم على سبيل المثال لا الحصر، عمر الحجيلان وإبراهيم الرشيد ومحمد الرشودي وموسى الرواف وسليمان الغنام وعلي بن سليمان الخالدي وغيرهم الذين تعهدوا بنقل تجارة الشرق من بغداد إلى الشام وتجارة الغرب من أنطاكية وحلب ودمشق إلى بغداد وأنحاء أخرى من الجزيرة العربية وموانئ الخليج العربي، ومن هنا ندرك أن العقيلات لم يقتصر دورهم على تجارة المواشي من الإبل والخيل وإنما كان لهم دور كبير في تنمية التجارة بين بلدانهم والأقطار العربية المجاورة فضلا عن قيامهم بمهام التجارة العالمية كما أشرنا إلى ذلك آنفًا، وقد تأثر العقيلات كناقلين عالميين بأحداث العالم وكانت بداية النهاية للعقيلات كناقلين عالميين الثورة الكبرى في عالم المواصلات البحرية والبرية والجوية في عصر البخار ثم النفط وحفر قناة السويس وافتتاحها بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وتحول هؤلاء النجديين إلى ناقلين محليين وبدأت قوافل العقيلات بين البصرة والزبير ونجد لنقل السلع الهندية والأوروبية إلى قلب الجزيرة العربية ولم يبق لعقيلات شمَّر والقصيم دور مباشر في نقل التجارة العالمية إلا في تجارة الخيل

<<  <  ج: ص:  >  >>