أصله وأخرجته من وسط بلاده إلى أطرافها ونواحيها وليس هذا موضع جزم ويقين بل موضع بحث وتحرّ للحقيقة".
وليس من المغالاة في القول الجزم بأن هذه القبيلة أزدية، دخلتها فروع عدنانية، إذ من أشهر فروعها ناصرة، وفيها من ينتسب إلى العِتْرة النبوية يدعون المشاييخ يسكنون وادي المُرَيْفِق، أما صلة القبيلة بالأزد فالجوار في الدار وقربها من البقوم وهي قبيلة أزدية.
ومنزل بلحارث من السراة هو ما يعرف قديمًا بسراة عدوان بين سراة الطائف وسراة الأزد "زهران" جنوبًا وشمالا وسراة بجبيلة غربًا. ومما يلفت النظر أن فرع ناصرة من القبيلة من أكثر فروع القبيلة عددًا وهو يسكن السراة وإذا أدركنا أن من قبيلة عدوان فرعًا يدعى ناصرة -كما سيأتى في نسب عدوان- تبادر إلى الذهن أن هذا الفرع بقي في بلاده القديمة وانضوى في كنف بلحارث التي لابد أن تكون أقوى منه، وهكذا الحال بالنسبة لكثير من القبائل عندما تستولى قبيلة قوية على بلاد قبيلة أضعف منها فإن الضعيف يندمج في القوي -وسيأتي عن عدوان أن الحروب أنهكتها وفرقتها- ولا يغرب عن البال أن اسم ناصرة يطلق أيضًا على فخذ من ثقيف وفرع من بني سعد بن بكر بن هوازن، ومن ناصرة هؤلاء حليمة مرضعة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد تكون الفروع الثلاثة اجتمعت واختلطت بسبب إطلاق اسم واحد عليها ولهذا أمثلة بين القبائل العربية" انتهى.
أقول سراة عدوان قديمًا هي بعض من سراة الثبتة من بني سعد على ما أرجح لا سراة بلحارث وقد ذكرها الهمداني وقال (١): "أرض عدوان من السراة يصاع والسوار بطن قطن والنجار وبقران قال ذو الأصبع العدواني:
جلبنا الخيل من بقران قبًا … تجوب الأرض فجًا بعد فج
وبقران اليوم من أشهر أودية المراوحة من الثبتة. وأما سراة بلحارث فإنني أعتقد أنها جزء عن سراة بجيلة كما اعتقد أيضًا أن بلحارث من بجيلة ولكنها استقلت باسمها كما فعلت بنو مالك حيث اكتفوا بالانتساب إلى مالك دون بجيلة