للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنشأ هذا الخطأ هو ما نقل عن الحمداني من أن بني صخر بطن من جذام القحطانية، ومساكنهم ببلاد الكرك من الشام، وهم الدعجيون والعطويون، والصوتيون، وهم أحلاف آل فضل من عرب الشام، ومنهم جماعة بمصر.

وقول الحمداني هذا نقله ابن فضل اللَّه العمري في "مسالك الأبصار" ثم نقله بعده القلقشندي في "نهاية الأرب" والسويدي في "سبائك الذهب".

والواقع أن الحمداني لم يكن محققًا ولا خبيرًا بأنساب سكان الجزيرة، وإنما كان مدير ضيافة (مهمندارا) (١) لدى أحد سلاطين مصر في عهد المماليك، وكان يدون أسماء من يفد على ذلك السلطان من أمراء العرب ويذكر أسماء قبائلهم، ووقعت أخطاء كثيرة فيما نقل عنه، نجدها في "نهاية الأرب" وفي "سبائك الذهب".

ويظهر أن منشأ الخطأ في نسبة بني صخر الطائيين إلى جذام أنهم في عهد الحمداني كانوا ينزلون منازل كانت قديمًا من بلاد جذام، في أطراف شمال الحجاز إلى بلاد (الأردن الآن) أو أن الحمداني يقصد بني صخر الطائيين.

ويضاف إلى هذا أن اسم صخر قد كان يطلق قديمًا على فرع من فروع جذام، كما كان يطلق على غيره، إذ بنو صخر أيضًا بطن من نهد من مذحج منازلهم قرب وادي تَثْلِيث (٢)، جنوب الجزيرة. وهناك بنو صخر أو صخرة - بطن من الأوس من الأنصار، على ما ذكر في "نهاية الأرب".

ولكن أشهر من عرف ببني صخر هم الطائيون الذين كانوا قبل ظهور الإسلام يعيشون مع قومهم بني طيئ في بلاد الجبلين وما حولهما، ثم باتساع فروع القبيلة توسعت في البلاد وانساحت نحو الشمال فيما بين تيماء وخيبر والشام - كما في "نهاية الأرب" ونجد الهمداني في "صفة جزيرة العرب" (٣) يذكر أن (من الحجر إلى تيماء في دهناء ثلاث مراحل بطان، يسكن ما بين ذلك من طيئ بنو صخر وإخواتها بنو عمرو بطن من بحتر).


(١) ترجمة ابن حجر في "الدرر الكامنة" وله مؤلف مخطوط في (دار الكتب المصرية)، في أحد فروع اللغة العربية (البديع).
(٢) "صفة جزيرة العرب" ص ٢٥٣.
(٣) ص ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>