للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في كتاب "نسب معد واليمن" لابن الكلبي -وهو مخطوط-: صَخْر ابن جَرْم -وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طيء. وفي كتاب نصر الاسكندري- مخطوط أيضًا: متالع جبل في بلاد بني جرم، لبني صخر بن جَرْم. انتهى.

ويذكر المقريزي في كتاب "السلوك" (١) في حوادث سنة ٦٦٦ هـ أن بني صخر وبني لأم وعنزة من عرب الحجاز التزموا لسلطان مصر بالزكاة، فبعث معهم من يقبضها، وذلك حين استقل الزكاة الواردة من المدينة.

وياقوت الحموي في "معجم البلدان" يقول -وهو في الغالب ينقل عن قائل تقدم عصره-: (العردة -بالضم- ماء عد، من مياه بني صخر من طيئ، وهو بين العلا وتيماء وجفر عنزة، في أرض ذات رمل وجبال منقطعة).

والعردة هذه لا تزال معروفة شرق العلا وغرب تيماء، وهي الآن من مناهل عنزة، وصلة بني صخر بقبيلة عنزة قديمة، فقد تجاورت القبيلتان، ثم انزاحت بنو صخر نحو الشمال وبقيت فروع من قبيلة عنزة في أماكنها القديمة.

وفي القرن الثامن الهجري نجد بني صخر مسيطرين على طريق الحج الشامي في نواحي العلا، كما في قول ابن أبي حَجَلة (٢) (٧٢٥ - ٧٧٦ هـ):

بأرضِ بها آثار ناقة صالح … (بنو صخر) السُّرَّاقُ شَرُّ قَبيل

لئن عُوقب الماضون في عقر ناقةٍ … فكم عقروا من ناقة وفصيلِ

وقد امتدت سيطرتهم على هذا الطريق إلى القرن الثاني عشر الهجري، ففي سنة ١١٥٥ هـ قاموا بنقل حجاج الشام، ثم قاموا بحوادث مخلة بالأمن، فنهبوا الحجاج -كما أوضح ذلك صاحب كتاب "حوادث دمشق اليومية" وكما جاء في كتاب "النفخ الفرجي"- المنشور في مجلة "العرب" وكان شيخهم في هذا العهد قعدان الفايز.

ويظهر أن الرئاسة بقيت في هذا البيت إلى عهدنا إذ شيخهم منذ عهد غير بعيد مثقال باشا الفايز.


(١) ج ١ ص ٥٦٢.
(٢) هو أحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني، سكن دمشق ومات في القاهرة، ومن مؤلفاته كتاب "منطق الطير" ومنه هذا الشعر على ما ذكره صاحب "الدرر الفرائد المنظمة" ص ١٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>