للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بني الزبير بن العوام ثم ردها أبو جعفر المنصور عليهم (١). وفي رواية أن عبد الله بن الزبير كان يأتي إلى مصر وينزل هذه الدار (٢).

من الحق أن الزبيريين هم الذين مثلوا بني أسد بن عبد العزى في مصر تمثيلا فعليا. وما مر من سيرة الزبير يعطينا الحق في أن نفترض إقامة بعض بنيه في مصر إقامة مستمرة منذ الفتح. ولكن القلقشندي والمقريزي يذكران أن بمصر جماعة من الزبيريين، من بني عبد الله بن الزبير وبني أخيه عروة، يقيمون بالصعيد في البهنسا والأشمونين، وقد تحول أكثرهم - على عهدهما طبعا، أي القرن التاسع - إلى فلاحين محكومين (٣). ولكن هذا لا يمنعنا من أن نلاحظ أن عبد الله بن الزبير بالرغم من أنه شهد فتح مصر وكان مع ابن أبي سرح في غزوه إفريقية سنة ٢٧ هـ (٤) فإنه انتقل إلى الحجاز بعد ذلك، وانغمس في الصراع الحزبي، ودعا لنفسه بالخلافة، وقاد صراعا مريرا ضد المروانيين انتهى بقتله سنة ٧٣ هـ. ولم يكن له علاقة بمصر في خلال ذلك كله إلا استيلاءه قصير العمر عليها بوساطة قائده ابن جحدم (٦٤ - ٦٥ هـ) (٥) وإن كانت الرواية تدل على أنه كان معروفا للمصريين ومحبوبا منهم (٦). أما أخوه عروة (ت ٩٤ هـ) فهو من أهل المدينة وفقهائها الأكابر (٧).

وهنا نصطدم بالسؤال نفسه الذي قابلناه في البطون السابقة وهو: متى قدم هؤلاء الزبيريون - أي بنو عبد الله وبثو عروة - إلى مصر وأقاموا بصعيدها؟.

(ك) بنو نوفل بن عبد مناف:

ممن انتهى إليه الشرف من قريش في الجاهلية فوصله بالإسلام. وكانت إليهم الرفادة وهي ما كانت قريش تخرجه من أموالها وترفد به منقطع الحاج (٨).


(١) فتوح مصر ص ١١٤.
(٢) فتوح مصر ص ١١٤.
(٣) نهاية الأرب ص ١١٧ - ١١٩، ٢٦٧، ٢٩٣ والبيان ص ٣٦ و ٣٧.
(٤) النجوم ج ١ ص ٢٥، ٨٥، ١٠٥، ١٥٨، ١٦٨، ١٨٦، ١٨٩.
(٥) الولاة ص ٤١ - ٤٤ والنجوم ج ١ ص ١٥٨ و ١٦٥.
(٦) الولاة ص ٤١ - ٤٤ وسير الأباء البطاركة م ١ ص ٢٦٦.
(٧) نهاية الأرب ص ٢٩٣ والنجوم ج ١ ص ٢٢٨ و ٢٢٩.
(٨) العقد ج ٢ ص ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>