للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونشوب الصراع بين علي معاوية. وقد انتهى الأمر بسيطرة الأمويين على مصر سنة ٣٨ هـ (١) سيطرة لم تنته إلا بانتهاء الدولة الأموية نفسها (١٣٢ هـ).

ومع أن الأمويين ملكوا مصر في ذلك الوقت المبكر، فإن إقامتهم الفعلية بمصر لم تبدأ إلا منذ النصف الثاني من القرن الأول. وإن الوحشة التي كان يشعر بها عبد العزيز بن مروان وهو يستقبل حكمه لمصر - وهي بلد ليس به أحد من بني أبيه (٢) - سنة ٦٥ هـ لدليل قوي على خلو مصر آنذاك من بني أمية. وتومئ شواهد القبور وأوراق البردي - وهي لا تتناسب مع ضخامة عدد الأمويين بمصر - إلى وجود أمويين بالصعيد في القرنين الثاني والثالث (٣).

ومن الأفضل في كل حال عند الحديث عن بني أمية تقسيمهم إلى الفرعين المشهورين: العنابس (٤)، ومنهم معاوية بن أبي سفيان، والأعياص (٥)، ومنهم عثمان بن عفان ومروان بن الحكم.

١ - العنابس:

ويعنينا منهم في هذا المقام آل معاوية. وقد أقام معاوية نفسه بمصر إقامة خاطفة في سلمنت من كورة عين شمس - وهي سلمنت الحالية مركز بلبيس محافظة الشرقية (٦) - في أواخر سنة ٣٦ هـ طلبا للثأر من قتلة عثمان (٧)، ولم يزل معاوية يتدخل منذ ذاك عن طريق رسله وعيونه في سياسة مصر عاملا على إخراجها من قبضة علي وضمها إلى صفه إلى أن نجح في أن ملكها سنة ٣٨ هـ قبل أن يصبح خليفة (٨). ومع ذلك لا نرى بمصر من أسرته سوى أخيه عتبة الذي حكم مصر (٤٣ - ٤٤ هـ) وتوفي بها (٩).


(١) الولاة: ص ٢٨ والنجوم ج ١ ص ١٠٨ - ١١٠.
(٢) الولاة: ص ٤٧.
(٣) Ara.pap.lll،٧٩&Rep.Chro.ll،p.٢١٨
(٤) نسب عدنان ص ٢ و ٣.
(٥) نسب عدنان ص ٢ و ٣.
(٦) الدليل الجغرافي: ص ١٢٤.
(٧) الولاة: ص ١٩.
(٨) انظر تفصيل مؤامرات معاوية وعمرو بن العاص في هذا السبيل في النجوم الزاهرة ج ١ ص ٩٦ - ١١١.
(٩) الولاة ص ٣٥ - ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>