للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقيت الحرب سجالًا بين عودة وجنود السلطان العثماني حتى الحرب العالمية الأولى، وسوف نُفصِّل هذا الموجز عن دوره في الثورة العربية الكبرى مع ذويه من الحويطات.

وقيل أن عودة أبو تايه (١) هذا أنه كان في جسده عشرات الإصابات، وقد تزوج ثمان وعشرين مُرّة، وقام بغزوات قرب حمص وحماة وحلب ودمشق حتى نهر الفرات وجمع مالًا كثيرًا اغتنى به أفراد عشيرته من الحويطات، مما أثار عليه حسد القبائل المجاورة والتي هي أقدم من الحويطات مثل بني صخر الجُذَاميين (٢)، والصخور هم أقوى القبائل حتى ذلك الوقت من أوائل القرن العشرين الحالي، ولكن تكاثر عشائر الحويطات والثراء الفاحش قد جعلهم في مركز قوي وصار الصخور يحسبون لهم حسابًا، وقد بدأت المشاحنات ثم المصادمات العديدة بين الطرفين، وحين بدأ النزاع بين الحويطات والصخور لَمْ تتدخل الدولة العثمانية، وقد اتخذت إجراءات جديدة تتناسب مع أوضاع المنطقة حيث عينت مديرًا عسكريًّا لإدارة وادي موسى والشوبك وكانت في ذلك الحين تابعة لولاية دمشق (سنجق الكرك)، وكانت ديار الحويطات قد امتدت نحو الشمال حتى السواقة أثر مصادمتهم مع بني صخر، ونحو الشرق حتى جبل طبيق وكان يقطنه بنو شاكر وبعض الشرارات الذين اتجهت عشائرهم قرب وادي الجوف، وقسم منها اتجه صوب الغرب وهم العوازل في فلسطين والرماضنة في غور دامية، وقد مارسوا الفلاحة واشتغلوا بالزراعة.

ولهذا فقد تحالف الشرارات مع بني صخر ضد الحويطات الذين قد تزايد توسع ديارهم على حساب غيرهم، ولكن عصبية وتماسك عشائر الحويطات مكنتهم من الصمود ضد خصومهم في ذلك الوقت. ومن أشهر مصادمات الحويطات مع بني صخر هي معركة الطور وكانت في أثر مصادمات متكررة في أوائل هذا القرن العشرين الميلادي، وانتهى ذلك بالصلح بين عنصري الحويطات وبني صخر وصار كلّ منهم على خير ما يرام من الإخاء وحسن الجوار في شرق الأردن.


(١) ذكر تاريخ شرق الأردن أن عودة أبو تايه قد توفي عام ١٩٢٧ م.
(٢) بنو صخر ذكرهم ابن خلدون في تاريخه ج ٢ ص ٢٥٤: بنو صخر من طيئ وفي ج ٦ ص ٧ ذكر منازلهم في تيماء وفي مراجع أخرى مثل تاريخ شرق الأردن أن بلادهم في العلا شمال المدينة المنورة ثم نزحوا للبلقاء في شرق الأردن.

<<  <  ج: ص:  >  >>