للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متر. وعلاوة على أن هذا الطراز يكسب البناء شكلا غريبا، فإنه يدل على مبلغ استفادة القوم من الأسباب التي يملكونها لدرء الأخطار الطبيعية وحماية البيوت من الانهيار.

كانت "حجلة" من أعظم قرى "عسير"، غير أنها أصيبت بضربة قاصمة عام فتح عسير على يد الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، إذ هاجم الإخوان جماهير عسير المجتمعة في "حجلة" للدفاع عنها فأبادها، وكانت مقتلة عظيمة ما زال أهل عسير يذكرونها ويندبون سوء حظهم فيها، وقد كانوا ذوي شوكة وأنفة وعزة طوال مدة الحرب العالمية، فأصابتهم هذه النكبة، وأودت بمقاتلتهم، وأضعفتهم كثيرًا.

نجتاز شعيب "حجلة" عند الكيلومتر السادس عشر، ثم شعيب المدفن بعد ذلك بكيلومتر واحد، ثم نصل إلى هضبة بالقرب من قرية "الغليظ" حيث يكون الارتفاع (٨٤٠٠) قدم، وحينما نصل إلى الكيلو متر الثالث والعشرين يبلغ الارتفاع (٨٦٠٠) قدم.

نقطع وادي "جوحان" عند الكيلومتر السادس والعشرين، وبعد مسير ثلاثة كيلو مترات نقترب من قرية "الشرف"، ويستمر التصعيد حتى يبلغ الكيلومتر الثلاثين، فيصبح الارتفاع (٨٧٠٠) قدم، ثم بعد قليل يزيد الارتفاع خمسين قدما أخرى.

وحينما نصل إلى الكيلو متر الواحد والثلاثين نكون قد بلغنا وادي "مشيع" الذي يمر بقرية "مشيع" التي تحسب من قرى "أبها" نفسها، وبعد قليل نصل إلى أعلى ارتفاع بلغناه حتى الآن وهو (٨٩٠٠) قدم، ومن هذا المكان نشاهد مدينة "أبها" والقلاع المحيطة بها في أعالي الجبال، ويظهر لنا قصر "شذا" الذي بناه محمد بن عائض، ويظهر لنا إلى الغرب من قصر شذا قصر حديث البناء يختلف بطراز بنائه عن "شذا" حيث إنه يشبه قصور بلاد شهران، بناه عبد الوهاب أبو ملحة على أطلال الثكنة العسكرية العثمانية، وقد علمت أنه كان على طراز حديث، فجعل البناء الجديد على طراز بلاد شهران.

<<  <  ج: ص:  >  >>