للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما طعامها فنوع من "العريكة" أو "العصيدة" أو الخبز والسمن، ويندر استعمال القمح بين ربيعة، وكذلك اللحم فإنه ترفه لا يتناولونه إلا في الأعياد والمواسم أو في حفلات الختان والولائم وما شابه ذلك. والخبز والعريكة يصنعان من الشعير أو الذرة أو الدخن، ويعصد الدقيق بالماء على النار ثم يسكب في مواعين خشبية غالبًا ونحاسية حينا، وتحفر وسط العصيدة المسكوبة في الماعون حفرة صغيرة تملأ بالزبدة السائلة أو السمن السائح، فيلتقم الإنسان قطعة من العريكة يغمسها في السمن ثم يزدردها.

وأما لباسها فمئرز (فوطة) يحيط بالقسم الأدنى من الجسم، ويربط حول الخاصرة بسبتة أو بخصفة أو بعقد طرفيه دون حاجة إلى حزام. وهو لباس الرجال والنساء. وتختص المرأة علاوة على ذلك بلباس يشبه الصديرية القصيرة تلبسه فوق القسم الأعلى من جسمها، وأحيانًا يكون هذا اللباس مئزرًا آخر أو مسفعا يلف -مثل رداء الإحرام- حول الكتفين أو إحداهما وحول الظهر والصدر، وقد تكون الصديرية قصيرة لا تبلغ حد المئزر الأدنى، فيبقى قسم من البطن والخاصرة مكشوفًا لا يستره لباس.

وغطاء الرأس عند النساء قبعة من الخوص يسمونها (طفشة) وهي على نوعين:

(١) ذات كنار عريض، ويختص بها أهل تهامة حيث الشمس محرقة جدًّا.

(٢) ذات كنار رفيع تتوسطها أسطوانة بارزة تجعلها أقرب في شكلها إلى القبعات الأسبانية الأندلسية أو قبعات "السيلندر" لولا أن هذه من الحرير وتلك من الخوص.

أما الرجال فلا يغطون رؤوسهم بل يضفرون شعورهم أو يتركونها على طبيعتها منفوشة بصورة تلقي الذعر في القلوب. وقد يربط الشعر بسبتة تمسكهـ منعًا التحريك الرياح له، وقد يكون الرباط من أزهار البرك أو الشيح أو غيرهما.

ويتقلد الرجال خناجر طويلة تسمى "جنبية". وهذه الجنابي مختلفة الأشكال بعضها طويل جدا يشبه السيف القصير، وبعضها كالحربة المحدبة، وبعضها كالخناجر الحجازية أو اليمانية، وأكبر الخناجر هي التي يلبسها أفراد رجال ألمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>