ومن أرذل عادات ربيعة الاختلاط الجنسي بين الرجال والنساء من الأبكار والثيبات، وقد روى لي عن ذلك روايات أخشى أن يكون مبالغًا فيها كثيرًا بسبب التهم الشنيعة التي يوجهها بعضهم إلى هذه القبيلة وسواها من قبائل تهامة قبل قيام الحكم السعودي الذي قضى على هذه العادات الجاهلية وضرب على أيدي مرتكبيها بيد من حديد. أما المتزوجات فإنهن محصنات لا يعرفن الباطل ولا السفاح، ومجرد زواج البكر أو الثيب يلقي عليها ستارًا كثيفًا من الحصانة والخرمة والقدسية.
وقد روى لي أن رجلا غافل متزوجة في ليلة كانت فيها متعبة نائمة، فلما عرفت بالأمر ظلت تتعقبه مدة إلى أن ظفرت به وقتلته رميًا بالرصاص دون أن تُطالب بديته لأنها قتلته دفاعًا عن العرض والشرف. ولا أشك في راوي القصة، بل أعتبره شاهد عيان لأنه اشترك في تسوية الحادث نظرًا لمقامه عند القبيلة.
ومن أحسن عادات هذه القبيلة:
١ - إكرام الضيف.
٢ - الحشيدة لثلاثة والفزعة لهم: الخوي والضيف والرفيق إلى أن ينصرف من الديرة أو إلى أن يهضم طعامه.
٣ - المحافظة على أعراض المتزوجات.
٤ - حفظ جميل المحسن والإشادة بذكره.
غير أن أخبث وأفظع العادات الوحشية عند ربيعة اليمن عملية "الختان" وهي طريقة فظيعة تنبو عنها الأذواق وتمجها الأنفس. والختان هو سلخ جلد العانة من أسفل السرة إلى أواسط الفخذين بما في ذلك الفرج، ويكون إجراء العملية في جمع حافل من رجال القبيلة ونسائها، شيبها وشبَّانها، بناتها وأطفالها، تتجلى فيه سماجة الذوق والوحشية.