للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثلاثين بعد مقتل عثمان رضي اللَّه عنه بأيام، ويكنى أبا عبد اللَّه. روى عنه جماعة الصحابة، منهم ابن عمر، وابن الزبير. وروى ابن وهب عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة يقول: قام عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين نشب الناس في الطعن على عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. قال: فصلى من الليل، ثم نام فأتى في المنام فقيل له: قم فاسأل اللَّه أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده. فقام فصلى ودعا، ثم اشتكى فما خرج بعد إلا بجنازته (١).

وديار رفيدة مختلطة بديار عبيدة، وتقع ديارها على مسافة من مشارف وادي يعوض من الجنوب حتى بلاد شهران شمالا، كما يحدها من الجنوب بني بشر وشريف ومن الشرق الربع الخالي ومن الغرب الجهرة وآل حسان، كما أن أقسامها مختلطة مع أقسام عبيدة أيضًا.

ومن بلاد عنز بن وائل:

جرش، وهي مدينة بائدة ولا زالت أطلالها قائمة، وتقع على قاع منبسط بالقرب من سفح جبل شكر من جهته الغربية، وهو الموقع الذي حدثت عنده الموقعة بين من آمن من أهلها ومن كفر، ويقع في بلاد رفيدة الآن شمالي بلدة أحد رفيدة، ويبعد عن أبها مسافة ٤٠ كم إلى الجنوب الشرقي منها. وقد جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي في مادة جرش: جرش من مخاليف اليمن من جهة مكة، وهي الإقليم الأول، طولها خمس وستون درجة، وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل أن جرش مدينة عظيمة باليمن وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تبعًا (أسد بن كليكرب) خرج من اليمن غازيًا حتى إذا كان بجرش، وهي إذ ذاك خربة، خلف بها جمعًا ممن كان معه، وقال: اجرشوا هاهنا، فسميت جرش بذلك. وقال ابن الكلبي: جرش أرض سكنها بنو منبه بن أسلم فغلبت على اسمهم وهو جرش واسمه منيه بن أسلم بن زيد بن الغوث. وفي أنساب البلدان لابن الكلبي: جرش قبائل من أفناء الناس تجرشوا، وكان الذي جرشهم رجل من حمير يقال له زيد بن أسلم. قال بشر بن حازم:


(١) الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر يوسف بن عبد اللَّه بن عبد البر المتوفي سنة ٤٦٣ هـ ج ٢/ ٦٤٤ و ٧٩٠ - ٧٩١، تحقيق علي محمد البجاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>