للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسافة حوالي مائة كيلو متر تقريبا وعرضها مثل ذلك، وقد أتينا على تفاصيل أوديتها، وذكر جبالها، ونوع محاصيلها، وتعداد سكانها في القسم الخاص بذلك من كتابنا هذا، فمن أراد الاطلاع عليه فليراجعه.

وفي شعبان ١٢٥٨ هـ ونتيجة لانحراف الأمير محمد بن عائض عن سيرة والده عائض بن مرعي (١) ثار رجال ألمع ثورة عارمة على طاعته، ولم يبق على ولائه منهم سوى أهل العوص ونفر قليل من الآخرين. وكانت الثورة برئاسة كل من السيد علي بن حسن، وشيخ قيس إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد المتعال، فشيخ بني جونة محمد بن مشاري.

وقد انضم إلى الثوار معظم قبائل تهامة عسير، كولد أسلم والمنجحة وقبائل قنا والبحر ومن جاورهم من أهل تلك الجهات، ولد اتخذ الثوار من الحصن المسمّى حصن مشاري القائم على ضفاف وادي كسان نقطة انطلاق للثوار، ثم أخذ الثائرون يلقون القصائد الشعبية إثارة للشعور، فمن ذلك قول منشدهم في عرضة شعبية (٢):

عسير نسمع للملك حد الرضا … وإذا غوى هبنا يذري بالبطاح

عندما وصل الخبر إلى الأمير محمد بن عائض خاف على كيانه، فأسرع في إرسال وفد من أعيان دولته برئاسة أخيه سعد بن عائض لمناظرة الثوار، واتصل الوفد بالشيخ أحمد بن عبد الخالق الحفظي، ويبدو وكأنه غير راض بعصيان الثائرين، وجرت المناظرة بحضور الشيخ، وكذلك حضرهم العلامة أحمد بن هادي بن عمر، ولكن دون طائل، إذ كانت النتيجة فشل الوفد في مهمته، فعاد أدراجه من حيث أتى، وتأزم الموقف، وانقطعت المواصلات ما بين سراة عسير ورجال ألمع، وأحاط الثوار بالمضائق والمنعرجات وقمم الجبال.

وفي شهر رمضان جمع الأمير محمد بن عائض الشوكة من عسير السراة وقحطان وشهران ورجال الحجر، وتقدم إلى رجال ألمع على رأس جيش كثيف،


(١) الدر الثمين، تأليف الحسن بن أحمد بن عاكش (مخطوط) يوجد في مكتبة المؤلف.
(٢) أخبار ثورة رجال ألمع السالف الذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>