وعندما تجمعت قوته على سطح باحة ربيعة بعث من قبله رجالا برئاسة لاحق بن أحمد الزيداني للتوسط في المصالحة، واجتمع لاحق الزيداني ورفاقه برؤس الثورة في الظهرة من أسفل وادي العوص. وكان يحيط بزعماء الثورة ما يقرب من مائتي مقاتل شاكي السلاح، وحاول رسل الصلح أن يصلوا إلى حل سلمي، فلم يتفق ذلك، بل فشلت مساعيهم بعد أن دفعوا خمسة آلاف ريال لرؤوس الثوار ترضية، ورجع لاحق الزيداني ورفاقه إلى الأمير يحملون خيبة الأمل، فاستشاط غيظًا لذلك، وزحف إلى مواقع الثوار من جهتين:
الأولى: عن طريق عقبة الصماء.
والثانية: عن طريق عقبة "فو".
وكان يقود الجيش بنفسه. وعندما وصل الظهرة اشتبكت طليعة رجاله ببعض الثوار، وهم أربعمائة مقاتل، فوقع قتال بينهم، انتهى بانهزام الثوار، فاحتل محمد ابن عائض الظهرة وما حولها من تلك القرى، واتخذ من الظهرة مركزا لقواته.
أما القسم الذي نزل من عقبة "فو" فقد تمكن من احتلال قرى حلي وإحراقها والتنكيل بأهلها، كما تقدم رجال قحطان على حصن شيخ بني ظالم ابن امسلمي الملقّب بأبي علائم فأحرقوه، وما زالت أطلاله ماثلة حتى الآن.
واستسلم أغلب قبائل رجال ألمع كبني ظالم، وبني قطبة، والبناء، وشحب، واعتصم الثوار بقمة جبل قوة وما حوله من تلك الجبال، فتقدم إليهم رجال محمد ابن عائض، واشتبكوا معهم في قتال عنيف، فكانت النتيجة هزيمة الثوار واعتصامهم بحصن مشاري، فتعقبهم الجيش بقيادة سعد بن عائض، ونازلوهم في الحصن وما حوله من الجبال، ولكن تصدى لهم الثوار، فأسقطوا منهم عددا غير قليل، فتحامى المهاجمون من الاقتراب من الحصن، وأخذوا يقصفون الحصن بالمدافع حتى بلغ ما رموه به ستين قذيفة، ولكن دون طائل؛ إذ الحصن من القوة بمكان، وتحمس المهاجمون للوضع الراهن، وأحاطوا بالحصن من الجهات الأربع. وكان أشدهم تحمسًا قحطان الذين سقط منهم خمسة عشر قتيلا في المعركة، وثلاثة أشخاص من بني شهر، ومثلهم من عسير، وانتهت المعركة بالاستيلاء على