للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحارث ومحارب ابنا فهر، وتيم الأدرم ابن غالب بن فهر، وقيس بن فهر، وبنو سامة ابن لؤي، وبنو عائدة، وبنو جذيمة.

ومما تقدم ترى أن كل بطون قريش تتعلق بلؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. ويرجع الفضل في تجميع قريش وجعلها قبيلة قوية عزيزة الجانب عظيمة الشأن مهابة مجلّلة من جميع قبائل العرب، إلى ذلك الرجل العظيم الشأن العالي الهمة قُصَيّ بن كلاب بن مرّة بن لؤي بن غالب. فقد كانت قريش متفرقة في أحياء العرب، وخاصة بين بطون كنانة فجمعها قصي وأوطنها مكة فسمّي مُجمِّعًا لتجميع قريش.

واستعان بأحياء من كنانة وغيرها على حرب خزاعة، فأجلاهم إلى مر الظهران وتسلم أمر البيت، بعد قتال عنيف وتحكيم، فحكم المحكمون بأن قُصيًّا أولى بالبيت لكونه من ولد إسماعيل. فصار قصي ملكًا على مكة، وخط لكل حي من قريش خطة، وسميت خططهم بالأرباع، وبدأ بالبناء وكان أول بأن حول الكعبة فتبعته قريش. ومن أشهر أيام قريش أيام الفجار، حضرها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو غلام، كانت أربع وقائع كانت بين قريش ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان، وسميت الفجار لأنها كانت في الأشهر الحرم. وحاربت قريش بني عامر بن صعصعة في يوم العنب.

وحاربت كنانة وهزمتها يوم نكيف، بقيادة عبد المطلب. وكان لقريش حلف الفضول، لنصرة كل مظلوم، عقد في دار ابن جدعان، وحضره الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، قبل البعثة. ووفدت قريش على رأسها عبد المطلب إلى صنعاء لتهنئة سيف بن ذي يزن ملك حِمَيْر بجلاء الأحباش ورجوع ملكه إليه. وقاتلت قريش رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في وقائع منها: يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب. وكان لقريش رحلتان تجاريتان: رحلة الشتاء إلى الحبشة واليمن، ورحلة الصيف إلى الشام. وكانت تتحمس للبيت فلا تكاد تغادره إلا إلى الأسواق العربية كعكاظ ومجنّة. وكانت قريش أفصح العرب وقد نزل القرآن بلسانهم. وكانت قريش تكسو الكعبة في الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>