للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يزل جعفر مقيمًا بأرض الحبشة حتى قدم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سنة سبع حين فتحت خيبر، فتلقاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- واعتنقه قال: "ما أدري بأيهما أنا أشد فرحًا، بقدوم جعفر أو بفتح خيبر" واختط له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جنب المسجد دارًا. ثم غزا غزوة مؤتة سنة ثمان للهجرة فنال الشهادة بها.

قال الزبير: بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعثه إلى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان، فأصيب بها جعفر، وقاتل حتى قُطعت يداه جميعًا، ثم قتل، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء" فلذلك قيل لجعفر: ذو الجناحين (١).

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "رأيت جعفرًا يطير في الجنة مع الملائكة".

قال: وأخبرنا ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف، قال: "واللَّه لكأني انظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة، حين اقتحم عن فرس له شقراء، فعقرها، ثم تقدم، فقاتل حتى قتل، قال ابن إسحاق فهو أول من عقر في الإسلام.

وروي عن ابن عمر أنه قال: وجدنا فيما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه، وما أقبل منه سبعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح (٢).

وعن نافع، أن ابن عمر قال: جمعت جعفرًا على صدري يوم مؤتة، فوجدت في مقدم جسده بضعًا وأربعين ما بين ضربة وطعنة (٣).

وفي رواية أخرى. لما قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه وقيل: بضع وخمسون، والأول أصح (٤).


(١) التبيين: ص ١١٣ - ١١٤.
(٢) أسد الغابة: م ١ - ص ٣٤٢ - ٣٤٣، التبيين: ص ١١٤.
(٣) سير أعلام النبلاء: م ١، ص ٢٥ - رقم ٣٧.
(٤) أسد الغابة: م ١، ص ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>