الأصحاب وعظصت على مفارقتهم واشتد على أمر الاغتراب فتمثلت وأنا على تلك الحالة من ترادف الهموم والأحزان، وكنت راكبًا على الجمل بهذا البيت:
ما في الصحاب أخو وجد نطارحه … حديث سعد ولا خل نجاريه
فأجابه صوت من ناحية القافلة:
ما في الركاب سوى صب أخًا وله … يروي حديث الهوى حقًّا ويدريه
فقال الشيخ شهاب الدين:
من المجير فقال له فلان ابن فلان، وذكر اسمه واسم أبيه وجده الدمشقي وإذا هو من أهل الفضل والأدب، وحصلت بيني وبينه معرفة واستأنست به الأنس التام. قال: وبقيت أنا وإياه في مذاكرة ومطارحة سائر الطريق من ذلك أن اسم جماله كان قياس، واسم جمالي عياش، وكان مع جماله المسمى قياس جمال كثيرة فكان يشتغل بأمرها مع المكارين ويغيب عنه يومًا كاملًا بحيث إنه يحتاج إلى الماء فلم يجد من يسقيه، وكان حارًا فيؤذي بذلك، ويتغير مزاجه ويرتجل في الحال في هجوه مقطعات. قال: وأخذ مرة لحمًا ودفعه إلى غلامه ليصلحه فأتى به قبل أن ينضج فأنشد ذلك ارتجالًا يخاطب غلامه ويومي إلى هجاء الجمال المذكور:
أنت لا تحسن شيًّا … إذا أتيت اللحم نيًّا
فأسكب القيء عليه … وأعطه الجمال قيا
قال الفقيه أحمد باجابر العقيلي: وقلت في صاحبي المسمى عياش: