للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين، وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه، فقال له الحسين اختر يا بني أحبها إليك، فاستحى الحسن، ولم يجر جوابا، فقال له الحسين: فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقد تزوج ببنات أعمامه الثلاثة، حيث اجتمع عنده فاطمة بنت الحسين، وبنت عمه عمر بن علي بن أبي طالب، وبنت عمه محمد، وكان قد حضر مع الحسين -رضي اللَّه عنهم- واقعة كربلاء، فقاتل معه حتى سقط جريحا في الطف بكربلاء، وأثخن بالجراح، فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا، فحمل إلى الكوفة، وبعد علاجه ذهب إلى المدينة المنورة وقد دعي وبويع، وكان ذلك في أيام الخليفة عبد الملك فتبعه خلق كثير نحو مائة ألف من العرب والعجم.

وقال عنه الذهبي: "يصلح للخلافة" وتوفي سنة ٩٩ هجرية، حيث دس إليه السم في عهد الملك سليمان بن عبد الملك.

وبقي عقب الحسن المثنى بن الحسن في خمسة أبناء (١) وهم:

الابن الأول: إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى: وكان أشبه الناس برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، توفي بالهاشمية بحبسها بالعراق سنة ١٤٥ هـ/ الموافق ٧٦٢ م، ومن عقبه آل التج عقب الحسن التج ابن إسماعيل الديباج ابن إبراهيم طباطبا، وآل طباطبا عقب إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج، وكان ابنه الذي دعا إلى الرضا من آل محمد في خلافة المأمون سنة ١٩٩ هـ/ الموافق ٨١٤ م، ولهم دولة بالكوفة، ومن آل طباطبا أئمة وملوك اليمن الرسيون عقب القاسم الرسي ابن إبراهيم طباطبا خلال الفترة من


(١) لمن أراد التوسع في سيرة وعقب أبناء الإمام الحسن المثنى ابن الإمام الحسن، فلينظر:
ابن حزم: الجمهرة ص ٣٤ - ٤٥، الخراز نهاية الاختصار ص ٤٣٣ - ٤٩٦، الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ١٨٧ - ١٨٩ المروزي: الفخري ص ٨٧ - ١١٥، العمري: المجدي ص ٣٦ - ٦٦، الرازي: الشجرة المباركة ص ٤ - ٦ ابن عنبة: عمدة الطالب ص ٢٥٧ - ٢٨١ القرماني: تاريخ الدول ص ٢٢١ - ٢٢٢ البيهقي: لباب الأنساب ج - ١ ص ٣٨٦ - ٣٨٧ أبو نصر البخاري: سر السلسلة ص ٥، الطبري: تاريخه ج - ٥ ص ٤٦٩، الزبير: نسب قرش ج ٢ ص ٤٦ - ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>