للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك لأن آل البيت العلوي قد لاقى كثيرا من المتاعب والمصاعب بل عد أبو الفرج الأصفهاني أسماء من قتل من ذرية الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة أكثر من ٧٦ شخصا وقد نقلهم صاحب الشجرة الزكية في الأنساب (يوسف جمل الليل) ونقل ما قاله الأصفهاني "هذا ما انتهى إلينا أخبار من قتل من آل البيت ذرية الإمام علي وفاطمة الزهراء" (١).

"فآل البيت من العلويين وما لقوه من وسائل التعذيب والتشريد والقتل جعل معظم أعقابهم يهاجرون إلى أماكن بعيدة عن الحرمين الشريفين وأماكن الخلافة فكان هناك الكثير من ذراريهم في الهند وباكستان وبخارى والمغرب وإيران هذا ما أوضحه السيد أحمد بن عبد اللَّه السقاف في كتابة خدمة العشيرة من مشجرة آل البيت" (٢) ولهذا أمثلة كثيرة لا مجال لذكرها لكن للاستشهاد فقط، فقد جاء في تكون دولة الأدارسة في شمال إفريقيا والأندلس عام ١٧٢ هـ إلى عام ٣٧٥ هـ (٧٨٨ - ٩٨٥ م) قال (فقد خرج الحسين بن علي بن الحسن المثلث ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي ابن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- بالمدينة على حكم العباسيين ولكن العباسيين تمكنوا منه ومن معه من الأشراف في موقعة فخ قرب مكة، شهد هذه النهاية المؤلمة للحسين ابن عمه إدريس بن عبد اللَّه المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط فرأى أن الجزيرة العربية ليست مكانا مناسبا للثورة ضد العباسيين فانتقل إلى مصر ومنها إلى بلاد المغرب الأقصى وهناك قامت دولته" (٣).

وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل آل لطيف ينتشرون في جنوب الجزيرة العربية وغيرها من البلدان وما جعل السيد لطيف وابنه السيد علي يخرج من العراق إلى مكة ولم يستقر بها ومن ثم إلى صنبة في جازان حتى اختياره لبلدة صنبة يؤكد ما نقله جمل الليل عن آل البيت، وبلدة صنبة معزولة بالأراضي الرملية الصعبة الوصول


(١) الشجرة الزكية في الأنساب ص ٥٨٨ نقلا عن مقاتل الطالبيين للأصفهاني ص ٦٩٣.
(٢) المرجع السابق.
(٣) موجز بأسماء الخلفاء وحكم الدول الإسلامية، نشر مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة بالكويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>