للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليشرب منها الناس ويسقون دوابهم ولكن السيد علي بن حمد لطيف كان شديد التكتم على نسبه عند الناس طيل حياته ولكن بعض كبار السن يتناقلون بأنهم سادة ويتهكم بعض الناس من ذلك ويتحاشون الخوض فيه وسبب ذلك معلوم وظاهر حيث إن الفترة التي قدم فيها السيد علي بن حمد لطيف كانت تعج بالفتن الدينية من التبرك والشركيات بسادة القوم ناهيك عن الخلافات والصراعات والحروب وكذلك الخلافات في الدول المجاورة فكان الخوف هو السائد بين الناس وتأجيج الفتن هو الغالب في المنطقة وأبنائها.

وإخفاء السيد علي بن حمد لطيف نسبه على الناس وإلا فعائلته وأولاده يعرفون ذلك وربما يكون الإخفاء لأجل قبض الزكاة لأن العرب إذا سمعوا بالشريف منعوه من الزكاة وحكى بعضهم أنه كان إذا سئل عن نسبه وأصله أجابهم بانتسابه إلى الفقر والحاجة وقال نحن الفقراء إلى اللَّه ولم أكن اقتنع بهذا القول حتى وجدت أشباه لذلك في كتاب تحفة الدهر عندما ترجم المؤلف (١) عن بني الأهدل الأشراف بقوله: "وأول من تظاهر بالتصوف وأخفى اسم الشرف محمد الكامل بن تقي الدين لأجل قبض الزكاة فإن العرب إذا سمعوا بالشريف منعوه من الزكاة وليس لهم مروة أخرى، وذكر عن الشرجي أن سبب إخفاء شرفهم أن جدهم كان إذا سئل عن نسبه انتسب إلى الفقراء ونحوه" (٢)، وظهر في وثائق السيد محمد بن علي التي كتبت في بلدة صنبة أو وادي ضمد أنه كان يطلق عليه الفقير إلى اللَّه أما الوثائق التي كتبت خارج صنبة أو كتبها الأشراف، كانوا يطلقون عليه السيد الكامل وعلى ابنه غالب بن محمد بالرجل الكامل ويسمون جده بالشريف، هذا ما ظهر في الوثائق وهذا يدل على أن نسبه كان معروفا خارج قريته عند أخواله وأرحامه من العقاقية، أما داخل القرية فكان لا يهتم بهذا الأمر وهذا من حكمته وعقله واللَّه أعلم.


(١) تحفة الدهر ص ١٦٣.
(٢) انظر مخطوط وقف السيد بن علي لطيف لأرض على مسجد جده علي بن حمد لطيف وكذلك بعض المخطوطات الأخرى في مواضع أخرى من الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>