للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتبره من بلاء مصر، وقيل لي رواية (١) أن شديدًا كان لقبًا وليس اسمًا لجد عائلة الشدايدة من عشيرة الموَسة، وملخصها أن جدهم ذهب إلى محمد علي في القلعة ممتطيًا فرسه، فلما رآه الوالي قال له: أنت رئيس عرب حويطات؟ قال: نعم في بر مصر فقط وبر الحجاز أبو طقيقة، قال: يعني أنت شديد؟ قال نعم يا حضرة الوالي شديد، ورفع يده قابضًا إياها ليؤكد ذلك، وقد أُطلق عليه اللقب بعد ذلك في مصر وصار أولاده يسمون الشدايدة وتوارثوا العُمديَّة (٢) على الحويطات، وكان منهم متصرف في الأمور التجارية بميناء السويس مع حويطات التَهَم بالمملكة العربية السعودية وبالتعاون مع أبو طقيقة الشيخ العام.

ومن عائلة الشدايدة أعضاء في مجلسي الشعب والشورى المصريين ومنهم رجال بارزون في الحكومة المصرية، كما يوجد رجالات من عائلات أخرى من الحويطات كموظفين في الدولة المصرية.

ومن أقدم الفخوذ النازلة من بر الحجاز بالمملكة العربية السعودية إلى الديار المصرية هي فخوذ الموَسة مثل العِمَّاني والهليْمي إلى جانب فخوذ من العمران مثل السياحة والحميدات، وكذلك فخوذ من السلالمة والطقيقات والجواهرة وغيرهم قد نزلوا تباعًا من جميع العشائر بالتَهَم، وكان الحويطات يشاركون في سلاح الفرسان المصري أيام محمد علي وقد قُتل كثير منهم في معارك الجيش المصري خارج وداخل مصر، ولا تزال رفات الفرسان الذين قتلوا من الحويطات قابعة في مقابر (٣) قيتباي في القاهرة قرب قلعة صلاح الدين الأيوبي التي غيَّر اسمها محمد علي


(١) هذه الرواية غير صحيحة نفاها بعض كبار عائلة شديد وقالوا: إن شديد الموسي اسم لجدهم المؤسس وجاء منذ ثلاثة قرون لمصر وسكن القليوبية. وقد ثبت بوثيقة عثمانية أن شديد بن مرعي شيخ الحويطات توفي قبل محمد علي باشا بنصف قرن.
(٢) في مناسبة افتتاح جامعة الدول العربية عام ١٩٤٥ م قام كبار شيوخ الحويطات بزعامة عمدة الحويطات وعائلته من الشدايدة في القليوبية بتشريف كبير لصقر الجزيرة العربية المغفور له جلالة الملك عبد العزيز آل سعود في أول زيارة له لمصر عام ١٣٦٥ هـ/ ١٩٤٦ م، وقد عمل له صيوان وسرادق كبير، وقد احتفل الحويطات بذبح مئات الإبل والأغنام وتجميع الخيول والفرسان وتقديم التحية للزعيم العربي السعودي، وقد صحب حينئذ الملك فاروق الأول ملك مصر الضيف الكبير إلى مقر الحفل في صحراء بلبيس بالشرقية وكانت بهجة كبيرة لدى الحكومتين المصرية والسعودية بهذه المناسبة التاريخية، وقد شاركت أيضًا قبيلة الهنادي إلى جانب الحويطات في هذا الحفل الكبير.
(٣) عاينت بنفسي قطعة رخامية تغطي مقبرة في قيتباي من أيام محمد علي باشا طولها متر وعرضها متر نُقشت عليها أسماء فرسان من الحويطات قُتلوا في معارك الشام والسودان مع الجيش المصري وأغلبهم من (عشيرة الموسة).

<<  <  ج: ص:  >  >>