للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحب أن نلحظ أولًا أن معاوية بن حديج هذا غالبًا ما يذكر منسوبًا إلى تجيب ولا ينسب إلى السكون إلَّا نادرًا. وهذا من باب الخطأ المشهور. وقد نبه ابن الأثير الجزري (١). إلى ما في نسبه من اختلاف ونص على أنَّ النسبة إلى السكون هي الصواب.

بمراجعة تاريخ الحديجيين في مصر يتضح في الحال أن أسرتهم كانت من أهم أسر الأشراف أو الطبقة الأرستقراطية في المجتمع المصري طوال الفترة التي ندرس، فقد ظهر بعد عميدهم معاوية ابنه عبد الرَّحمن (ت ٩٥ هـ) الذي كان من كبار رجال الدولة إلى جانب كونه من أئمة مصر المجتهدين (٢). ولعلَّ عبد الواحد بن عبد الرَّحمن هذا الذي ولي قضاء مصر (٨٩ - ٩٠ هـ) من أندر القضاة الذين عرفهم التاريخ، فقد ولي القضاء وعمره خمس وعشرون سنة فما تعلق عليه بشيء (٣). وولي أخوه عبد الله بن عبد الرَّحمن إمرة مصر (١٥٢ - ١٥٥ هـ) بعد أن تقلب في مناصب الشرطة ابتداء من ١١٩ هـ وأخمد الحركة العلوية التي تزعمها خالد بن سعيد الصدفي في الفسطاط سنة ١٤٥ هـ (٤).

وكان أخوهما محمد بن عبد الرَّحمن من أشراف مصر وقوادها وكبار موظفيها، وقد انتهى إلى أن ولي إمرة مصر سنة ١٥٥ هـ (٥). أما هشام بن عبد الله بن عبد الرَّحمن، فإنه إلى جانب كونه من كبار الموظفين (٦). قد لعب دورًا مهما في قضية أهل الحرس (١٨٥ - ١٩٤ هـ) (٧) وفي الدعوة إلى خلع الأمين (١٩٥ - ١٩٨ هـ) (٨) وكان أخوه محمد بن عبد الله (ت ٢٢١ هـ) - وكان يعرف بزنين - صاحب دربين بالفسطاط وضيعة بالجيزة (٩). وبدأ هبيرة بن هشام بن عبد الله


(١) أسد الغابة ج ٤ ص ٣٨٣.
(٢) الولاة ص ٥٣، ٥٨، ٦٤ والقضاة ص ٣٢٤ - ٣٢٦ وحسن المحاضرة ج ١ ص ١١٨.
(٣) القضاة ص ٣٢٨، ٣٣٠.
(٤) الولاة ص ٨١، ٩٣، ٩٨، ١١٠ - ١١٤، ١١٧ - ١١٨.
(٥) المصدر نفسه ص ١٠١، ١١٦ - ١١٨.
(٦) المصدر نفسه ص ١٢١، ١٣٩، ١٤٢.
(٧) القضاة ص ٣٩٧ - ٤١٣.
(٨) الولاة ص ١٤٨.
(٩) الانتصار ج ٤ ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>