للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حياته العامة بالاشتراك مع أبيه في الدعوة إلى خلع الأمين سنة ١٩٥ هـ، ثم ولي الشرط ثلاث مرات (١). وربما كان موقفه الرائع إلى جانب إبراهيم الطائي الذي استجاره سببًا في وصوله إلى مركز الزعامة بين المصريين، هذه الزعامة التي انتهت بقتله سنة ٢٠٠ هـ في الصراع بين المصريين والخرسانيين (٢). وولي حديج بن عبد الواحد الإسكندرية سنة ١٩٨ هـ (٣). ووليها عمر بن هلال سنة ١٩٩ هـ كذلك (٤)، ثم عاد فوثب عليها لصالح عبد العزيز الجروي، واشترك في الحوادث العنيفة التي قام بها الأندلسيون هناك وقتذاك، وانتهى الأمر بقتله على صورة تجمع بين البطولة والمأساة (٥). أما معاوية بن عبد الواحد فولي الإسكندرية (٢٠٢ - ٢٠٣ هـ)، ثم كان الرئيس العام لأهلها في ثورة أسفل الأرض سنة ٢١٦ هـ (٦). وولي معاوية بن معاوية بن نعيم الشرط مرتين (٢٢٦ - ٢٢٨ هـ)، (٢٣٤ - ٢٣٥ هـ) (٧).

أما مواليهم فيكفي أن كان منهم إسحق بن الفرات (ت ٢٠٤ هـ)، أول من ولي قضاء مصر من الموالي (٨).

هذا العرض لشخصيات الحديجيين في مصر يبين أهمية هذه الأسرة، فقد حفلت بعدد كبير من رجال الدولة والحرب والعلم وأثرت في مختلف نواحي الحياة المصرية. أما من الناحية السياسية فقد أشرنا منذ قليل إلى الدور الخطير الذي لعبه معاوية بن حديج فحول مصر إلى ولاية أموية، والواقع أن رجالات السكون قد ظلوا منذ ذلك التاريخ حتى نهاية الدولة الأموية يرسون قواعد الحكم العربي في مصر ويثبتون دعائمه ويدافعون عن سلطان الدولة بعامة، وذلك عن طريق الوظائف الكبرى التي تولوها ونهضوا بأعبائها في كفاءة وإخلاص. ولا شك في


(١) الولاة ص ١٤٨، ١٤٩، ١٥٢.
(٢) انظر تفصيلات هذه الحوادث المثيرة في الولاة ص ١٥٢ - ١٥٣، ١٥٩ - ١٦١.
(٣) المصدر نفسه ص ١٥٣.
(٤) الولاة ص ١٥٧ - ١٥٨.
(٥) المصدر نفسه ص ١٥٧ - ١٥٨، ١٦١ - ١٦٣.
(٦) المصدر نفسه ص ١٧٠، ١٩١.
(٧) المصدر نفسه ص ١٩٦، ١٩٧.
(٨) القضاة ص ٣٩٢، ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>