للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما يرى النائم وهو قائم، أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! ما هذا الدم؟

قال: هذا دم الحسين لم أزل ألتقطه منذ اليوم (١).

كان لمقتل الحسين -رضي اللَّه عنه- في أرض كربلاء أثر عميق في إذكاء نار التشيع في نفوس الشيعة أنصار علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- وأولاده من بعده، وتوحيد صفوفهم وكانوا قبل ذلك متفرقي الكلمة، مشتتي الأهواء، إذ كان التشيع قبل مقتل الحسين رأيا سياسيا نظريا فلما قتل الحسين، امتزج التشيع بدمائهم وأصبح عقيدة راسخة في قلوبهم.

وقد ظهرت طائفة من التوابين الذين يدعون الناس للأخذ بثأر الحسين، وينظمون القصائد في رثائه وتحريض الناس على القتال، من ذلك قول عبد اللَّه بن الأحمر:

صحوت وقد صحوا الصبي والعواديا … وقلت لأصحابي: أجيبوا المناديا

وقولوا له إذا قام يدعو إلى الهدى … وقيل المدعي: لبيك لبيك داعيا

ألا وانع خير الناس جدا ووالدا … حسينا لأهل الدين إن كنت ناعيا

وأضحى حسين للرماح دريئة … وغودر مسلوبا لدى الطف ثاويا

فيا ليتني إذ ذاك كنت شهدته … فضاربت عنه الشانئين الأعاديا

قتل الحسين -رضي اللَّه عنه- في العاشر من شهر المحرم سنة ٦١ هـ (٢).

فأرسل عبيد اللَّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية رأس الحسين الشريفة وقيل أمر بدفنها بعد مدة في دمشق، ثم نقلت في عهد الفاطميين إلى عسقلان بفلسطين، وكان الفاطميون قد استولوا عليها حين فتحوا بلاد الشام.


(١) راجع الإمام الحسين للعلائلي.
(٢) راجع في سيرته المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>