للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من القصر، وهو غير منيع، إلى أعدائهم على أن يقاوموا فيدخل الأعداء القصر ويفضحوا حرمهم. وكان لهذا السلوك صدى عميق سجله ابن عفير كَذلك في شعره مقرونا بالإعجاب والتمجيد (١).

(د) تجيب:

بطن من السكون (٢). وقد ذكرنا عند الحديث عن كندة أن تجيب كانت من أهم بطونها عندما هاجرت إلى حضرموت وقت مولد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تقريبًا. ويبدو أنها سارعت إلى الإسلام فقد وصفها النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث له بأنها "أجابت الله ورسوله" (٣).

وأغلب الظن أنها كانت جزءا من الفرقة الحربية المكونة من السكون والتي شاركت في فتح فارس. ثم سارت تجيب من هناك إلى غزو مصر. ومن الواضح أنها كانت إحدى الوحدات الكبرى في الجش العربي الذي فتح به عمرو مصر (٤). ويبدو أنها قامت بنصيب كبير في الاستيلاء على بابليون دعا شاعرها إلى الفخر:

وبابليون قد سعدنا بفتحها … وحزنا لعمر الله فيئا ومغنما (٥)

لم تكتف تجيب بالإقامة في مصر فقد اتجهت نحو الغرب، فكان منها قوم في جبل برقة الغربي مع غيرهم من بطون العرب اليمنيين (٦). ثم ساروا إلى إسبانيا حيث أصبح لهم نفوذ كبير في فترة ملوك الطوائف وفي عهد الخلفاء الأمويين سواء بسواء (٧).


(١) المصدر نفسه ص ١٦٢ - ١٦٣.
(٢) العقد ج ٢ ص ٢٤٨.
(٣) فتوح مصر ص ١٣٨ والأنساب ص ١٠٣ ب.
(٤) مقدمة كست ص ٥.
(٥) الخط ج ٤ ص ٥.
(٦) كتاب البلدان ص ١٣٢.
(٧) Ency. Isl. II. p. ١٠١٩ & IV، p. ٨١٩

<<  <  ج: ص:  >  >>