-صلى اللَّه عليه وسلم- فتنصل له من جريمته وتبرأ إليه من نميمته، وقال يشهد اللَّه وهذا النبي ببهتانه وخطيئته، وكانت وفاته -رحمه اللَّه- بالمدينة تاسع رجب الفرد سنة (ظس) وعمره خمس وأربعون سنة.
ومن الأخبار المتواترة أنه طاب ثراه كان واسع الجود والإنعام، عظيم الصدر للقرابة والأرحام، غوثًا جميع الحمزات على التمام، كافلا للصغير منهم واليتيم، بارا للكبير فيهم والزعيم، ضاعف اللَّه أجره ورفع في الملأ الأعلى قدره.
وأما والدي طاب ثراه فكان تابعا أباه سالكا سبيل هداه، وكان نقيبا ذا عفة وفصاحة، وبلاغة وساحة، ونظم وتأليف ودرس وتصنيف. متصفًا بالذلة للضعفاء المهتدين، وبالعزة على الكبراء المعتدين، ولا يرى الجود في مائدة العشاء والغداء، بل النعمة الموجبة للغناء، كما تولى النقابة بعد والده، بلى ذلك مما لا أشك فيه خبره، وبه نطقت بعض صكوك أملاكه، وإنما لم يشتهر بها لعقد مدته فيها، فإنه مكث، بها مدة يسيرة وخلع نفسه منها وله في ذلك أسوة بجده الحسن السبط -عليه السلام- حيث مكث، في الخلافة مدة يسيرة ونُزعت منه ولم يشتهر بها إلا عند الخواص القليلين. ثم دخل الهند من المدينة الشريفة سنة (ظسب) وافدا على سلطانها خالي حسين نظام شاه، ثم منها إلى بلاد المعجم فزار ثامن الأئمة الكرام، وارث علوم سيد الأنام علي ابن موسى الرضا وقابل السلطان الأعظم الشاه طهماسب الموسوي الحسيني سنة (ظسد)، ثم رجع إلى الهند وتزوج بها والدتي رحمهما اللَّه، وأقام بها مكرما معظما وبيده من السلطان قرى عظيمة ونعم جسيمة، وإذا أدخل إليه نزل عن سريره وجلس إلى جنبه، ولم يتعلق بشيء من أمور الدولة والديوان، ثم لما مات السلطان عاد بأولاده وأمهم إلى وطنه سنة (ظعو) وأقام مدة، ثم رجع إلى الهند في دولة سلطانها شاه مرتضى ابن حسين نظام شاه المذكور سنة (ظصب) وأقام بها تمام العمر على حاله المعهود، حتى احتجب السلطان بلوغ المولود، فتنازى على ملكهـ الفرود وتفادى أذى خلة الحسود، وتعالى الوضيع وساد الموسود، فكبر همه وكثر غمه، واستولى المرض واستعلى العرض وتوفي -رحمه اللَّه- بخيبو من أرض الدكن، ودفن هناك، وذلك يوم الرابع عشر من