للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: توفي أحمد النقيب وأعقب هؤلاء المذكورين إلا سلمى فاتت قبله ومن عقبه بنت خامسة اسمها عامرة ولمحمد بن أحمد بنت اسمها شمسية، ولأخيه علي بنت اسمها جمال، ولأخيه حسن بنت اسمها مزنة، ومات أخوه سليمان بالمدينة منقرضا سنة (غنح).

(فصل) كان أحمد النقيب يتيما لجدي علي النقيب، أواه وكفله وأجاد رباه وبالنعم وصله، ثم اقتفاه والدي فكانت صلاته من الهند عليه تترى، وطالت حسناته من البعد إليه تُجرى، وكان جميع إرث والدي من جدي منقولا وعقارا قد تركهـ والدي حين سفره إلى الهند بيد زوجته رشاش، فيات في غيبته واستولى أخوها أحمد المذكور عليه بجملته فغنم المنقول معلا، واتخذ البيوت مسكنا، واستغل النخيل أزمنا حتى رجع والدي فزاده نعما ومننا، ولم يؤذه بالمطالبة ولم يكلفه بالمحاسبة ويحق لجدي أن يقول لعمه سعد ما قاله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمه العباس: ويل لولدي من ولدك يا عم.

ولعمري لو ملكوا ما ملك بنو العباس لاقتدوا بهم نافين عنه اليأس، فذبحوا وطردوا ونحروا وشردوا (١)!!

ثم صار أحمد نقيبا خادمًا لسلطان البيت الحرام، مسموع الكلم لديه على الخاص والعام، فكان على السلطان اعتاده وإليه ركونه، وبه انتشر ماله وعلت خطوبه وشئونه وما خالفه مخالف إلا كبرت مصائبه وشجونه، ولي السياسة والصولة، والرياسة والدولة، نافذ القول عند القضاة والأروام (٢)، ماضي الأمر على الأمراء والحكام متفردا بشراء صدقات أشراف البادية قبل الاقتسام، لم يشاركه فيه أحد من أقاربه وجنسه، إلا بإذنه وطيب نفسه، لمن كان منهم خادمًا له وصاحب أنسه، وبنظره ومباشرته عمرت بين مسجد الشجرة التي بناها وزير السلطان العثماني، فكان قيمًا على عمارتها وبرأيه نصب بالمدينة الحاكم الحسني، بعد أن كانت الحكومة لإمارتها، ومن


(١) يقصد أن شهوة الحكم والسلطة التي أصابت بني العباس وقبلهم بني أمية وقد قتلوا العلويين وسفكوا دماءهم، كما ذكرت مصادر التاريخ كانت لتصيب العلويين وتجعلهم يقتلون ويسفكون الدماء مثلهم لوصفي لهم أمر الخلافة والمُلك مثل العباسيين والأمويين.
(٢) الأروام: أي عند الأتراك حكام الحجاز الشريف وقتئذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>