للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا مركز لآخره، فعلى هذا تعاطوه وتحالفوا، وتعاهدوا بعهد الله وميثاقه، على كتاب الله عز وجل وعهد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأمانة وميثاق، ثم تلازموا الأعراض، من النكث والخيانة والبوقة، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، والله خصيمه يوم القيامة، ومن أوفى بما عاهد الله سيؤتيه أجرا عظيما، وقد حضر هذا الحلف: فضل بن جمعة الفريدي، وعامر الحبيطي، وسلامه بن … آل حميدان، وأجازوا الحلف كما هو مذكور، وبهذا وقع الإشهاد، والله خير الشاهدين وهو حسبي ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، حرر خامس عشر من شهر رجب الفرد، سنة ٩٨٥ هـ، شهود الحال يحيى وصالح ابني عامر الظالمي، ومحمد بن راضي الوحادي، وإبراهيم بن قناع الز .. وبريك بن .. " (١).

وذكر المؤرخ د. فايز البدراني الحربي أن هذا الحلف سببه ثورة بني السَّفر الفردة والوهوب على الشريف حسن بن علي (٢).

وغاب أمراء المدينة عن الأحداث- وخصوصا الأحداث والتحولات التي وقعت في عام ١٠٨٢ هـ، وهي أحداث تتعلق بالصراع على إمارة الحجاز، بما فيه المدينة، حيث أصبحت الولاية الفعلية في يد الحسنيين مع الأتراك الذين أخذوا زمام الأمور في الحجاز بشكل عام وذلك لأن الحسينيين تركوا المدينة إلى ريفها، وأقاموا في القرى والمزارع لعدم جدوى من إقامتهم في المدينة سياسيا واقتصاديا (٣)، يؤكد ذلك قول الرحالة المغربي العياشي الذي زار المدينة في ذلك الوقت: "والآن صار الأمر لبني حسن، فجمعوا الولايتين، ولم يبق لبني حُسين إلا رسوم قليلة من ولاية المدينة، وصاروا كلهم إلا القليل بادية يرحلون وينزلون بنواحي المدينة" (٤).

وذكر النسَّابة ضامن بن شدقم الحُسيني في مواضع عدة من كتابه تحفة الأزهار أن كثيرا من بني حسين بادية حول المدينة المنورة (٥)، فمن الطبيعي أن تتحالف مع


(١) تحفة الأزهار وزلال الأنهار ٢/ ١/ ٤٦٦.
(٢) ينظر: مذكرات تاريخية عن بعض أعلام قبيلة حرب ص ١٢٠.
(٣) ينظر: تاريخ المدينة الشامل ٢/ ٣٤٢.
(٤) ماء الموائد ١/ ٣١٠.
(٥) ينظر الصفحات الآتية من كتاب (تحفة الأزهار): ٢/ ٢٩٧، ٢٩٩، ٣٢٧، ٣٦٥، ٣٦٦، ٤٥٩، ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>