للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتردد عثر في طرق الحج بين مكة واليمن.

وفي تاريخ عمارة اليمني (١): وممن امتنع من أعمال أبي الجش بن زياد سليمان بن طرف صاحب عثر، وهو من ملوك تهامة وعمله مسيرة سبعة أيام في عرض يومين.

وهو من الشرجة (٢) إلى حلي، ومبلغ ارتفاعه في السنة خمسمائة ألف دينار عثرية.

وكان مع امتناعه الوصول إلى ابن زياد يخطب له ويضرب له السكة على اسمه، ويحمل إليه مبلغا من المال في كل سنة وهدايا لا أعلم مبلغها.

وفي مكان آخر، يقول: ثم عثر، وهي مقر ملك قديم (٣).

ويعلق الشيخ الأكوع، قائلا: هو مخلاف عظيم وثغر جميل وساحل جليل. وقال البشاري، في أحسن التقاسيم: وناحية عثر ناحية جليلة عليها سلطان يرأسها، وعثر مدينة طيبة مذكورة لأنها قصبة الناحية وفرضة صنعاء وصعدة وبها سوق حسن وجامع عامل يحمل إليها الماء من بعد.

قلت: في قوله: وفرضة صنعاء وصعدة نظر، إذ أن الطرق الطبيعية بين صنعاء والساحل لا تقرب عثر، وخير سواحل صنعاء زبيد وما جاوره، مثل الحديدة وغيرها، والفرق بين صنعاء وزبيد وبين صنعاء وعثر قد يستغرق شهرًا ذهابًا وإيابًا.

أما ياقوت فأورده مرتين (عثر، وعثر) ظانًا أنهما اثنان، وقال في الأول: قال عمرو بن زيد أخو بني عوف يذكر خروج بجيلة عن منازلهم إلى أطراف اليمن:

مضت فرقة منا يحيطون بالقنا … مشاهر أمست دارهم وزبيد

وصلنا إلى عثر وفي دار وائل … بها ليل منا سادة وأسود


(١) المفيد في أخبار صنعاء وزبيد، وسليمان هذا هو الذي نسب إليه المخلاف السليماني، كما تقدم.
(٢) هي آثار قرب بلدة الموسم على ساحل البحر.
(٣) المفيد: ٦٦، ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>