اتسمت المسيرة التنموية بالتوازن والشمولية والاسترشاد بتعاليم الدين الحنيف وقيمه الإسلامية واستطاعت المملكة أن تحقق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاجتماعي والمادي والمحافظة علي المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، ولا زالت المسيرة المباركة نحو مزيد من التقدم والازدهار في عهد خادم الحرمين الملك المحبوب عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه.
وفي العهد السعودي الزاهر تلاشى التأثير القَبَلي، وانصهرت قبيلة بني عطية بكافة عشائرها في مسيرة البناء مستفيدة من الإمكانات المتوفرة، فطرق أبناؤها أبواب الجامعات والكليات والمعاهد وجابوا مدن المملكة بحثًا عن العمل وساهموا في مرحلة الانطلاق الزراعية حيث وزعت الأراضي على المواطنين بمساحات كبيرة وانفتحت أبواب البنوك الزراعية وشاركت التقنية الحديثة ووضعت الحوافز فأصبحت سهول تبوك خضراء واكتفت بالمنتجات الزراعية وأخذت منتوجاتها تعم مناطق المملكة.
وفي عام ١٤٠٨ هـ قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله، بزيارة لمنطقة تبوك وقد لبست المدينة أبهى حللها وزينت بأقواس الترحيب وتلألأت الأنوار، واستقبله الأهالي ومن ضمنهم قبيلة بني عطية التي احتشد أبناؤها على ظهور الهجن لاستقبال الملك ومرافقته من المطار إلى مقر إقامته، وأقاموا لجلالته مهرجانًا ضخمًا في الإستاد الرياضي واستعرض أبناء القبيلة على الهجن أمام جلالته.
ويأتي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سسعود في الصف الأول بين رجالات المملكة الذين قامت على عواتقهم نهضتها الشاملة الحديثة، فلقد تقلَّد المسئوليات ومارس العمل منذ عهد والده الملك عبد العزيز إلى الآن -حفظه الله ورعاه- وكان خلالها في قلب السياسة السعودية داخليًا وخارجيًا.
وعند تعيين سموه وزيرًا للدفاع في ٣ جمادي الآخرة ١٣٨٢ هـ قام بزيارة العديد من مناطق المملكة ومن ضمنها مدينة تبوك التي زارها بعد تعيينه مباشرة، وزيارته لشيوخ بني عطية عديدة، وكان للشيخ كريم شرف عظيم باستضافة سموه في منزله الكائن في مزرعته جنوب غرب تبوك، وقد صادف ذلك اليوم أن هبت عاصفة رملية