وكما هو معروف لدى العرب أن القبائل حين تجدب مواطنها تنتقل إلى مواطن القبائل الأخرى بعد إذنهم طلبًا للماء والكلأ. وحصل أنه مر على أهل هذه البلدة نفر من قبيلة الظفير وهي قبيلة معروفة من بني لام من طين وطلبوا من أهل البلدة أبناء محمد ابن جريف الأذن لهم بالتزود بالماء وسقيا ماشيتهم وكما هي عادة و شيم العرب أذنوا لهم بذلك، وكان يوجد من بينهم رجل مريض بداء (الجدري) المعروف، وخلال إقامتهم توفي وتم دفنه بالهضبة المجاورة للعد والماء؛ وشيئًا فشيئًا عرفت هذه الهضبة بهضبة الظفيري نسبة إلى قبر هذا الرجال حتى وصلنا وقتنا الحالي التي أصبحت معه البلدة من خلال تطورها ونموها تحيط بالهضبة المذكورة يسكنها قوم من المضابرة منذ القدم ويدعون الحماميد من أبناء جريف ابن سلَّام المضيبري والذي عُرف بالشجاعة والنخوة وخير شاهد على ذلك استضافته لشيخ الرس ابن قرناس الذي لجأ إليه أثناء حملة إبراهيم باشا ابن محمد علي والي مصر على نجد إبان الدولة السعودية الأولي، وبدأت الأعمال بالبلدة وحفرت الآبار للزراعة منذ تأسيسها على يد الشيخ/ راشد بن محمد ابن جريف المضيبري حين عم الأمن والرخاء أهل نجد على يد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، وبعد وفاة الشيخ / راشد بن محمد رعى شؤونها وشؤون أهلها ابنه الشيخ/ سالم بن راشد ابن جريف المضيبري إلى أن توفي فرعى شؤونها وشؤون أهلها أخيه الشيخ / محمد بن راشد ابن جريف المضيبري وبعد أن كبر سنه رعى شؤونها وشؤون أهلها ابنه الشيخ / سلمان بن محمد ابن جريف المضيبري ولا زال حتى الآن.
٩ - الغضياء والسلمات: تقع في الشمال الغربي لجبل أبان الأحمر، وتم تأسيسها في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود -رَحِمَهُ اللهُ- عام ١٣٧٢ هـ، وقد أسسها الأمير عويش بن شقاما أحد رجالات الملك عبد العزيز وقد شارك معه في عدة معارك من أهمها معركة السبلة وتم تعيينه أميرًا في بلدة الغضياء والسلمات عام ١٣٧٢ هـ، وقد مُنح مركز إمارة حتى توفي عام ١٤٠٨ هـ وبعده تم تعيين ابنه سلمان بن عويش بن شقاما خلفًا له وهو موجود إلى الآن.