للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة إلى تكليفه بالقيام بمهمة إدارية إذ إن هؤلاء المشايخ كانوا بمثابة حلقة وصل بين العبابدة ورجال الإدارة الحكومية فهؤلاء المشايخ يعرفون كلّ كبيرة وصغيرة عن كلّ عبادي في البوادي والحضر.

ومع تطور الإدارة الحديثة في مصر واستقرار بعض العبابدة في القرى المجاورة للنيل واختلاطهم ببقية السكان الآخرين من غير العبابدة ظل العبابدة محافظين على تبعيتهم الشيخ واحد من بني جلدتهم محافظة منهم على تماسك القبيلة (١).

٢ - قصاصو الأثر (الأدلاء):

ويأتي أصحاب هذه الحرفة - من حيث الأهمية - بعد المشايخ ورؤساء القبائل نظرا لأهمية الدور الذي يقومون به في هذا المجال.

ولقد ارتبطت هذه الحرفة بالبيئة التي نشأ فيها العبابدة حيث الصحراء الشاسعة والجبال والأودية، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر كثيرة للتجار والمسافرين عبر هذه الصحراء. وهذه الوظيفة تعد في نظرهم فنا من الفنون، ولكنه لا يندرج تحت تلك الفنون التي تهدف إلى خدمة ذاتها، بل إنه فن يخدم المجتمع الصحراوي أجلَّ الخدمات، فكثير من عابري الصحراء يَضلُّون الطريق ولا يعرف لهم سبيل وهنا تتم الاستعانة بالعبابدة فيقومون بهذه المهمة خير قيام (٢). كذلك


(١) ففي شهر نوفمبر عام ١٩٤٥ اعترض أفراد قبيلة "الفقرا والمليكاب" بقرية الشطب بأسوان على سعي الحكومة في فصل هذه القبيلة إلى فرعين لكل فرع عمدة خاص، والتمسوا من رئيس الديوان الملكي أن يرفع التماسهم إلى جلالة الملك فاروق. وراحوا يشرحون أسباب اعتراضهم على هذا الفصل وخطورته " … نظرا لما يترتب عليه من منازعات ووجود خصومات بين أفراد القبيلة الذين هم أبناء رجل واحد ولا يتفرقون في النسب".
ويمضي الالتماس في شرح القضية بأن " .... هذه القبيلة من عهد (محمد علي باشا) إلى يومنا هذا لَمْ يكن لها إلَّا عمدة واحد، كما في يوجد من أفرادها من يرغب الفصل غير شخص واحد لغرض في نفسها. وفي النهاية أكد الملتمسون أنهم ليسوا بحاجة إلى إجراء التعديل لا سيما وأن عملية القبيلة مستقرة منذ مائتي سنة ولا داعي لإجراء هذا الفصل في كيانها. (محافظ عابدين - محفظة رقم ٤٢ التماسات ٥٥٥، العربان (٢٢/ ٥/ ١٩٠٣ - ١٨/ ١/ ١٩٤٨). التماس إلى صاحب المقام الرفيع رئيس الديوان الملكي بتاريخ ٣٠/ ١١/ ١٩٤٤. دار الوثائق القومية بالقاهرة.
(٢) بوركهارت: المصدر السابق. ص ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>