للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضريبة مقدارها ١٠%على صادرات السودان في مقابل الالتزام بحراسة الطريق والإمداد بالجمال وحماية القوافل (١).

كذلك فقد أعفتهم الحكومة من أية ضرائب مباشرة ما عدا الذين كانوا يملكون حصصا من الأرض أو السواقي، فهؤلاء عوملوا معاملة الفلاحين العاديين القاطنين على ضفاف النيل ممن كانوا يدفعون ضريبة عن كل ساقية (٢).

وفي عام ١٨٣٨ وقعت حادثة أخلت بالأمن في طريق المواصلات عبر الصحراء النوبية أرادت من خلالها الحكومة أن تقوي قبضتها على الطريق والقائمين عليه. فقد انتهز أحد رجال قبيلة البشارية الفرصة وقام بقتل بضعة جنود واحتمى بالشيخ خليفة العبادي في بربر ظنا منه أن مكانة هذا الرجل عند الحكومة باعتباره متعهدا لطريق مرور القوافل بين مصر والسودان سوف تكون شفيعا له للعفو عنه. وطبقا للتقاليد والعادات العربية منحه الشيخ خليفة الحماية والتمس من حاكم بربر أن يقوم بدفع الدية عن الرجال القتلى. ولما كان المدير يحكم وفقا لقانون الإدارة المصرية المدون في هذا الجانب وليس وفقا للأعراف العربية أصر على أن يسلم القاتل إلى الحكومة فلم يمتثل خليفة لذلك ورفض تسليم الرجل الذي احتمى به وشعر بأن في تسليمه إهانة له (٣).

ويروى أحد أحفاد الشيخ خليفة أسباب وملابسات الحادث بأن مدير بربر عباس أغا الجندي قد استكثر على خليفة العبادي ما كان يأخذه من العشر على قيمة البضائع والسلع نظير تأمينه للقوافل من خطر اللصوص فأرسل كتابا إلى خليفة في أبي حمد حيث كان يقيم يأمره فيه بالتنارل عن أخذ العشر وأن يأخذ بدل ذلك ثلاثة ريالات عن كل جمل يمر بالعتمور؛ ريال من الحكومة وريال من


(١) Hill: op.cit .. p .٥٩
(٢) Hoskins G A: Travels in Ethiopia above the the London ١٩٣٥ p ٥٦ .second Cataract of the Nile
انظر أيضا: نسيم مقار: أحوال السودان الاقتصادية قبل الفتح المصري الأول ١٨٢٠ - ١٨٢١. ص ٢٥١.
(٣) Hill: op.cit .. p .٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>