للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا بدأ سيل منهمر من الأجانب ولا سيما التجار والمغامرون يفدون إلى السودان ويسلكون طريق الصحراء الشرقي وازدادت بالتالي مشاكل هذا الطريق.

وقد تولت الرسائل التي تشكو مر الشكوى من الاعتداءات التي عمت طريق العتمور من جانب عربان البادية لدرجة أن مدير بربر طلب في عام ١٨٥٠ " … بأن لا يرسل أدوات ميري ولا تجاري بالعتمور ما لم يرسل خبير". كما أن مدير إسنا طلب من حكمدار السودان النظر في " .. طريقة مستحسنة لتمشية سكة العتمور".

وفي ١٨ أكتوبر عام ١٨٦٤ ذكر نائب القنصل الفرنسي بالخرطوم في شكوى له المخاطر التي كانت تكتنف طريق العتمور (أبو حمد - كرسكو) وطريق العتباي (بربر - دراو) حيث كانا دائما مزدحمين باحتياجات الحكومة من السلاح والمؤن الحربية الخاصة بالجيش، وكان هذين الطريقين مسخران لخدمة الجيش وحسب". ويضيف قائلا: "إن كل ذلك يترك قليلا من الأمل للتجارة التي تعاني كثيرا من المواصلات والخسائر الجسيمة الناجمة عن ذلك. فهناك على سبيل المثال بضائع فرنسية مهملة ومعطلة بكورسكو نتيجة الأزمة المستحكمة لمدة شهور بسبب قلة الإبل، ناهيك عما يلقاه التجار من شح في الاحتياجات الضرورية ووهج الشمس المحرقة والجبال الجرانيتية المطبقة عليهم من كل جانب" (١).

وراح القنصل الفرنسي في السودان يردد في رسائله تلك المخاطر التي لخصها في عبارة واحدة " … وللتجار اليوم في السودان عدوان: الحكومة بما تقوم به من تفتيش مستمر للتجار دونما معايير ثابتة، والعدو الآخر يتمثل في جماعة الأعراب التي تُغِير على القوافل .. " (٢).


(١) الأرشيف الفرنسي - محفظة رقم ٥٩ - دار الوثائق القومية بالقاهرة. رسالة من: C.M :Thibut vice Consul de France a khartoum a m Tostu Agent et Consul General de France a Alexendrie . ٤٠٤ - ٤٠٩.khartoum Le ١٨ Octobre ١٨٦٤ pp
(٢) الأرشيف الفرنسي: محفظة رقم ٥٩ - دار الوثائق القومية بالقاهرة - انظر: a.l.Annexe NO la lettre de m : OUTREY du ١٩ Novembre ١٨٦٥ m munzinger General du Vice .Consul General de France a Alexadrie. Cessala (Taka) ١٢ August ١٨٦٥ p ١١٦٩

<<  <  ج: ص:  >  >>