للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلدة "الغبش" تجاه بربر على الشاطئ الغربي للنيل، وكان يتلقى مرتبا ماليا من الحكومة المصرية (١).

وبعد شهرين من فتح بربر أرسل حسين خليفة إلى المهدي (٢).

وهكذا سقطت بربر التي تعتبر مفرق طرق كبير الأهمية، بل إنها تعد النقطة الوحيدة التي يمكن الارتكاز عليها لإنقاذ الخرطوم سواء عن طريق البحر الأحمر أو عن طريق النيل.

ولما وصل حسين باشا خليفة إلى مقر المهدي قابله الخليفة (علي ود حلو) وسأله عن حالة والتي بربر السابق والحالة في وادي النيل. فوصعف له حسين باشا خليفة البلاد التي بين بربر وفاشودة قائلا: إنها صارت تابعة للمهدي وإن المواصلات بينها وبين مصر قد انقطعت. أما الخرطوم فإن غوردون يدافع عنها ولكن عرب الجزيرة قد حاصروها. وكان حسين خليفة يصف الأحوال بالصيغة التي تروق للخليفة. وقد سر الخليفة بهذه الأخبار ووعده بأن يقدمه للمهدي وأنه سوف يعفو عنه. وبالفعل فقد تمت مقابلة حسين باشا خليفة للمهدي (٣).

وفي تلك الأثناء كان سلاطين باشا مقبوضا عليه، ولما جيء بحسين خليفة وضعا في مكان واحد. وقد خلا كل منهما إلى الآخر وصارا - كما يروي سلاطين - يتحسران عن الحالة التي آل إليها السودان، الأمر الذي يؤكد إخلاص حسين باشا خليفة للإدارة المصرية. وقد سأله سلاطين عن الحالة في الخرطوم وما يفعله السكان هناك، فأجاب قائلا: "وا أسفاه هي كما وصفت للخليفة. فإن إذاعة المنشور بإخلاء السودان قد قلبت الحالة وكانت سببا غير مباشر في سقوط بربر، ولست أشك في أنها كانت ستسقط على أية حال، ولكن هذا المنشور أسرع في


(١) حسن أحمد حسين خليفة العبادي: المرجع السابق. ص ٢٢.
(٢) إبراهيم فوزي: المصدر السابق. ص ٣١٨.
انظر أيضا: هولت: المرجع السابق. ص ١١٥ - ١١٦.
انظر أيضا: سلاطين: المصدر السابق. ص ١٣١.
(٣) سلاطين: المصدر السابق. ص ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>