للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سقوطها. وأضاف أنه كان قد منع غوردون أثناء وصوله إلى بربر من اتخاذ هذه الخطوة ولا يدري ما الذي جعله يسلكها ثانيا" (١).

وبالرغم من ذلك كله فقد تمكن حسين باشا خليفة من مخادعة المهدي حتى أقنعه أنه مخلص له في السر والجهر. ولما كان المهدي تسول له نفسه فتح مصر والشام والقسطنطينية ومكة المكرمة وإخضاع جميع الأمم، وكان الإنجليز آنذاك قد خرجوا من دنقلة، فقد شرع في الاستعداد لغزو مصر وكان لابد له من رجال يساعدونه على تحقيق ذلك فقام بتسمية حسين باشا خليفة عاملا عاما على قومه العبابدة الذين كانوا داخل حدود مصر ومن أراد الانضمام إليهم من أهله وطلب إلى حسين خليفة أن يوافق المصريين حتى يدركه بجيشه.

وقد بعث المهدي في ٢٧ مايو سنة ١٨٨٥ إلى حسين باشا خليفة بمنشور في هذا الصدد وطلب منه تبليغ دعوة المهدي إلى الناس وإعطاءهم البيعة استنفارهم لإحياء الدين. وقد فوضه المهدي في تولية من يرى فيه إصلاح المسلمين وعزل من يرى فيه إفسادهم (٢).

وفي ذات الوقت أرسل المهدي رسالة إلى الشيخ منتشح كرار العبادي يسميه أميرا على قومه "الشناتير"، وإلى الشيخ بشير جبران العبادي يسميه أميرا على قومه العشاباب، وأخبر كلا من الشيخين المذكورين بتولية حسين خليفة عاملا عاما على العبابدة. وقد خرج حسين باشا خليفة من أم درمان في ٣١ مايو سنة ١٨٨٥ إلى القاهرة وهو غير مصدق أنه نجا (٣).

وبعد مبارحته أم درمان بأيام قلائل توفي الإمام المهدي فأرسل الخليفة عبد الله قوة من الأنصار تقتفي أثره وتعيده ولكن حسين باشا خليفة كان قد تمكن من دخول حدود مصر والوصول إلى أسوان ثم إلى القاهرة.


(١) نفس المصدر. ص ١٢٧.
(٢) انظر نص المنشور بالملحق رقم (١) ص ٧٨.
(٣) نعوم شقير. المصدر السابق. ص ٣٤٦ - ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>