للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جرى تقديم حسين باشا في القاهرة إلى مجلس عسكري لمعرفة الدوافع التي أدت إلى سقوط بربر وضياع خمسين ألف جنيه كانت مودعة بخزانة مديرية بربر ومسئوليته تجاه ذلك كله، لا سيما وأن بعض الكارهين له قد استغلوا الصداقة التي كانت بينه وبين محمد الخير فأشاعوا أن حسين باشا كان ميالا لسقوط بربر.

وكان تشكيل المجلس العسكري من اللواءات زهراب باشا ومحمد نصحي باشا وخسرو عزمي باشا. وفي نهاية المحاكمة بُرئ من هذه التهمة وعين مفتشا بوزارة الداخلية حتى توفي في عام ١٨٨٦ (١).

وبعد وفاة المهدي عام ١٨٨٥ مضت الحملات في عهد الخليفة عبد الله التعايشي، ثم كانت حملة النجومي للزحف صوب مصر.

وقبل إرسال حملة النجومي وتمهيدا لها أرسل الخليفة عبد الله التعايشي رسائل إلى مشايخ العبابدة للخروج على طاعة المصرين والانضمام إلى جيشه للزحف إلى مصر. ففي أول أكتوبر عام ١٨٨٨ م كتب إلى بشير مصطفى أبي جبران قائلا: "ونعلمك أن المهدية قد اتسعت دائرتها وشاع في بلاد الله أمرها وقد التفت الآن لفتح الجهات البحرية والشروع في توجيه الجيوش إليها بعون رب البرية ولابد من وصولها لجهاتكم عن قريب فيلزم أيها المكرم أن تكون في غاية الأهبة والاستعداد والتحزب لجهاد أعداء رب السلام اخترناك أن تكون عاملا من طرفنا على أهاليك العشاباب وجميع من تبعهم وحررنا لك هذا بالعمالة عليهم وأمرنا المكرم محمد بحر كرار بمؤازرتك على ذلك ومساعدتك على تنفيذ إشارتنا والقيام بأمرنا في تأييد الدين وجهاد الكافرين" (٢). وقد طلب منه أن يقوم بالتنبيه على أهاليه بالاتحاد والاستعداد للجهاد والانفصال عن أعداء الله - كما يقول - حين


(١) محافظ مجلس الوزراء: السودان - الثورة المهدية - محفظه رقم ٩/ ١/ أ نمرة ١٩٤ سودان - دار الوثائق القومية.
انظر أيضا: نفس المحفظة - شئون عسكرية خاصة بمديرية بربر رقم ١٠٩٦ دار الوثائق المصرية.
انظر أيضا: ١٦٩. p .. … Hill R A Biographical Dietionary .
(٢) نعوم شقير. المصدر السابق. ص ٥١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>