للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبلغه خبر قدوم الجيوش المهدية من دنقلة إلى حلفا والقيام بشن الغارة عليهم وقطع طرق المواصلات عنهم (١).

وهكذا راح الخليفة يستثمر وجود العبابدة وزعمائهم في شمال السودان وجنوب مصر نظرا لدرايتهم بطرق الصحراء الشرقية بين مصر والسودان، ولوح للزعماء بالسلطة التي لم يكونوا في حاجة إليها، فلم يذعن العبابدة لذلك بل ظلوا - بشكل عام - مخلصين أوفياء للحكم المصري في السودان.

ولما وصلت حملة النجومي زاحفة صوب الشمال بهدف الوصول إلى مصر لقيت هزيمة منكرة في توشكي في أغسطس عام ١٨٨٩ لتقضي على أحلام التعايشي ومن قبله المهدي في فتح مصر. ولقد كان أحمد بيك حسين خليفة وأخوه ياسين بيك وجماعة من قبيلتهم ومعهم مائة جمل مع جيش الحكومة في هذه الموقعة.

وفي ذات التاريخ عينت نقطة من العبابدة المليكاب في آبار مرات بقيادة صالح بيك خليفة فقام باحتلالها وطرد حسن خليفة الموالي للخليفة عبد الله في ٣ أغسطس ١٨٨٩.

وفي عام ١٨٩١ وصلت إلى مسامع صالح خليفة أن جنود المهدي في أبي حمد يستعدون للهجوم عليه ورجاله ونزل بهم إلى أبي حمد ودارت معركة بين الطرفين قتل فيها قائد رجال المهدي ويُدعى سليمان ودقمر. وكان من نتيجة هذه المعركة تعرض العبابدة من جماعة المليكاب في السودان للظلم فقام الخليفة بنفي أعداد كبيرة منهم إلى بحر الجبل، وصمم على الأخذ بالثأر من صالح خليفة فطلب إلى أمير دنقلة يونس الدكيم أن يتولى ذلك فأرسك الأخير عثمان أزرق على رأس ستمائة مقاتل بالأسلحة النارية لغزو آبار المرات وذلك في ١٢ نوفمبر عام ١٨٩٣ فدارت معركة بين الطرفين قتل خلالها صالح بيك خليفة بعد أن أبلى بلاءً حسنا. وتولى شقيقه عبد العظيم قيادة العبابدة وظلت المعركة حتى الليل فعاد


(١) نعوم شقير: المصدر السابق. ص ٥١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>