للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقسم لو هم مكثوا لسرنا … إليهم بالجنود ولم يغوروا (١)

فكنا أُسْد لية ثم حتى … أبحناهم وأسلمت النصور (٢)

ويوم كان قبل لدى حُنين … فأقلع والدماء به تمور

من الأيام لَمْ تسمع كيوم … ولم يسمع به قوم ذكور

قتلنا في الغبار بني حطيط … على رايتها والخيل زور (٣)

ولم يك ذو الخمار رئيس قوم … لهم عقل يعاقب أو مكير

أقام بهم على سنن المنايا (٤) … وقد بانت لمبصرِها الأمور

فأفلت من نجا جريضًا … وقُتل منهم بشر كثير (٥)

ولا يغني الأمور أخو التواني … ولا الغلق الصريرة الحصور (٦)

أحنَّاهم وحان ولمكوه … أمورهم وأفلتت الصقور

بنو عوف تميح بهم جياد … أهين لها الفصافص والشعير (٧)

فلولا قارب وبنو أبيه … تقسَّمت المزارع والقصور

ولكن الرياسة عمومها … على يمن أشار به المشير

أطاعوا قاربًا ولهم جدود … وأحلام إلى عز تصير

فإن يهدوا إلى الإسلام يلفوا … أنوف النّاس ما سمر السمير

وإن لَمْ يسلموا فهم أذان … بحرب الله ليس لهم نصير


(١) لَمْ يغرروا: لَمْ يذهبوا.
(٢) لية: موضع قريب من الطائف. النصور: قيل أنَّها جمع ناصر وقيل هم بنو نصر من هَوَازِن رهط مالك بن عوف النصري قائد هَوَازِن يوم حنين.
(٣) زور: مائلة.
(٤) المنايا: طريقها.
(٥) الجريض: من يغص بريقه.
(٦) الغلق: صيق الخلق.
(٧) تميح: تمشي مشيًا مستويًا. الفصاص: جمع فصفصة وهو النبات الذي تأكله المواشي رطبا، وبنو عوف هم بطن من ثقيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>