للقوم الذين جاءوا معه اذهبوا ولا ترجعوا إلا بعد عام وإن رجعتم قبله قتلت صاحبكم وكان مكرما في حبسه عند حاكم مكة وبعد مضي عام حضروا، قال حاكم مكة أريد الإبل وإلا قتلت ابن سحوب. قالوا: لو قتلته وزعب كلها معه لن تأتي الإبل. فقال: أريد بدلها تسعين فرسا صفراء بدلا من الإبل التسعين. وبقي ناصر بن سحوب عند حاكم مكة ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكلملتها حصان مهوس، واسم الحصان شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيول وكان أغلى على مهوس من روحه. وكان هدف حاكم مكة عندما طلب من زعب لإحضار الخيل بدلا من إبل جارهم هو تصعيب وتعجيز على قبيلة زعب، ورغم ذلك فقد تفاجأ حاكم مكة عندما رأى قبيلة زعب قد أحضرت له الخيل بناءً على طلبه، وذلك عوضا عن إبل جارهم الحربي إلا أن حاكم مكة رد الخيل ورفض أن يستلمها من زعب وقال للأمير ابن سحوب: إنني لست بحاجة إلى هذه الخيول، وإنه لابد من مجيء الإبل، وقد أصر حاكم مكة على ذلك، ولكن قبيلة زعب رفضت وغضبت على تسليم إبل جارهم، فغضب الأمير ناصر بن سحوب غضبًا شديدًا وتأكد بأنه لا يوجد حل مع حاكم مكة، ورد عليه ابن سحوب قائلًا: سترجع الخيل ولكن اسمح لها بألا يكون لها عميل - أي يأخذون ويسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون - قال حاكم مكة لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة حاكم مكة" ثم خرج ابن سحوب من عند حاكم مكة وقد ارتفعت جوخته إلى مجذ الساق دليلا على غضبه وكانت جوخته قبل ذلك تصل إلى الكعبين، ولاحظت ابنة حاكم مكة ذلك فسألت أباها عما جرى فأخبرها - قالت: سوف يكون أول ما يؤخذ هم بنو عمك، قال: لماذا. قالت: لأني رأيت ابن سحوب خرج وجوخته قصيرة بعدما كانت تحت الكعبين. وما هي إلا فترة حتى جاء من يخبرهم بأن زعب سلبوا بني حسين. فأرسل حاكم مكة عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق