ابن سحوب؛ لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفا عليه من مكيدة، ثم رأى حاكم مكة أن يقود جيشًا جرارا بنفسه، علي بني زعب والتقوا في "ركبه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم حاكم مكة من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدت زعب فاطلقت أميرها من إساره وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ ابن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلا: أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني، فكان ذلك وصاح فيهم الأمير ابن سحوب قائلا: يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع ابن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى شالت كفة رعب وانهزم جيش حاكم مكة وانتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدها قتل تسعين ومات ثمانين فارسا من زعب وجرح ابن سحوب بضربة في موقف عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها وأحياها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون - فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت: ما أنزل حتى تعطيني عهودا ومواثيق بألا تدنس شرفي، فأعطاها ثم نزلت فأردفها على بعيره، وذهب بها وسألها: من أنت؟. فقالت: فتاة ضل بها جملها فتاهت في البراري، وبقيت عندهم مدة فرآها بعد ذلك فبهره جمالها، فقال الأمير لوالده: أريد أن أتزوجها، فرفض طلبه، وقال له: كيف تتزوج من فتاة لا نعرف عنها شيئا إلا أنه أصر على أن يتزوجها فتزوجها بالفعل وأنجبت له ولدًا اسمه سباع وترعرع، فاستغرب القوم تصرفه مع أولاد عمه، فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه رئة الناقة فيرميها ثم ينقض على قلب الناقة ويأخذه غصبا من أيدي أولاد عمه، وكبر سبّاع فذهب مع أولاد عمه فمروا بمكان حرب زعب، وهو لا يعلم به فرأى