للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذاء الخيول مرمية ورأى مكان قدور كبيرة فوصف لأمه ما رأى وهي بين النساء فجرت دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وكان حكيما، وأما زوجها مسعر فقد كان غازيا فعمد إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها: اطحنيه لنا الليلة، إننا نريد أن نغزو، وكان قصده أن تهيج الرحى ما بها، ثم اختبأ قريب منها فظلت طول الليل تطحن وتغني قصيدة طويلة منها هذه الأبيات وهي:

تَهَيَّضت يا (سَبَّاعْ) لدَارٍ ذَكرتهَا … ولَا عَاد مِنها الَّامُوَارِي حيُودهَا

سَبَّاع أمَّك تَبكِي بِعَيْنٍ خَفِيَّهْ … دمُوعها تِخْفِي مِذَاري خدُودها

لكن وُقُودَ النَّار باقصَى ضِمِيري … هَاضَ الغَرام وبَيَّحَ الله سدُودها

لكن حجرَ العَين فيها مليلَهْ … ولَكَنَّ يِنهش مُوقها من برُودها

دَمعِي يشَادِي قربِةٍ شَوشلِيَّهْ … بعيدٍ معَشَّاهَا زعُوجٍ قِعُودهَا

زِغبِيَّةٍ يَا عَمّ مَاني هَمِيَّهْ … ولانِي منَ اللِّي هافيَات جْدُودْها

أنا مِن زِغبٍ وزعبٍ إذا آوجَهَوا … عَلىَ الخَيْل عَجْلَاتِ سريع ردُودها

طرِيحهُم لا طاح، شَوي، تَرَايَعوا … تِقُولِ فهُودٍ مُخْطِيَاتٍ صيُودهَا

أهَل سِربةٍ لَا اقْفَتْ لكنَّها مهَجَّرَه … وإنْ اقْبَلَتْ كَنَّ الجَوَازِي وُرُودْهَا

لَحْقُوا عَلى مِثلَ انقَطَا يُوم وَرَّد … مِتغَانم عينٍ قراحٍ يِرُودها

إنْ صاح صايحٍ بالسِّبِيبَ فزَعُوا له … وْعِزِّي لِغِمرٍ ثَبَّرَت به بلودْهَا

خيلٍ تغَذَّىَ لَلْبَلَا والمَعَارِك … تَهَرب صَناديِدَ الْعدَا في طْرُودها

لا تلقِّحُون الخيل يا زعب يَا اهَلي … تَرَى لِقَاح الخَيْل يرَدِّي جهُودْها

إذا جَنْ سَمَاحَ الخَدِّما يلحقن بكم … وإنْ جَنْ من السندَ الزِوُمٍ يكودْها

جِيْنَا الشِرِيفِ بدِيِرته والتَقَانا … كِلَّ القبايِل جامْعِينِ جْنُودها

طَلَبْ عَلَينَا الخُور هَجْمَة قصِيرِنا … مُصَمِّلِ يَبغَى حَنَازِيب سُودْها

يَا مَا عَطَينا دُونْهَا مِن سبِية … تِمنعِين صَفْرا حَسبهَا ومعَدُودها

<<  <  ج: ص:  >  >>